خبير سيارات: السعر المرتفع ليس دليلا على جودة السيارة.. والحل مثمن إلكتروني


وسط ركود ممتد يضرب سوق السيارات المستعملة في مصر، تتزايد شكاوى المستهلكين من حالة فوضى تسعيرية غير مسبوقة، تسببت في تراجع حركة البيع والشراء، وأثارت قلقًا واسعًا بين الراغبين في شراء سيارة دون الوقوع فريسة لأسعار مبالغ فيها أو عروض مضللة.
وكشف خبير المبيعات وتسويق السيارات، أمجد الفقي، عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الارتباك، مشيرا إلى أن المشكلة الجوهرية أن السوق يفتقر إلى مرجعية واضحة، فنجد سيارات من نفس الطراز والفئة تُعرض بأسعار متفاوتة بشكل كبير، مما يدفع المستهلك إلى التردد أو حتى العزوف عن الشراء، نظرًا لصعوبة التفاوض وغموض المشهد، فالركود أصبح سمة سائدة خلال الأشهر الماضية، وكل ذلك نتيجة لغياب آلية تسعير منضبطة”.
وقال الفققي، في تصريحات خاصة لـ"شبكة رؤية الإخبارية" إنه ليس بالضرورة ارتفاع سعر السيارة دليل على جودتها. ففي كثير من الأحيان لا تعكس الأسعار المرتفعة الحالة الفنية الجيدة. فقد تُعرض سيارة بسعر مبالغ فيه لمجرد أن مالكها وضع رقمًا عشوائيًا، بينما توجد سيارات أخرى أرخص لكنها تعاني من مشكلات كبيرة مثل الحوادث أو أعطال في البطارية أو الهيكل؛ لذا يجب على المستهلك أن يتحلى بالوعي الكافي.
وحول غودة الانضابط للسوق، تابع خبير المبيعات: أرى أن الحل يكمن في إطلاق خدمة إلكترونية تحمل اسم ‘مثمن سيارات’، تكون بمثابة منصة محايدة تقوم بتقييم السيارات المستعملة بناءً على حالتها الفنية، وسجلها التأميني، وسنة الصنع، والفئة، ومدى توافقها مع ظروف العرض والطلب، ووجود كيان بهذه الطبيعة سيعيد الثقة ويقلل من الفوضى الحالية.
واعتبر الفقي وجود سيارات حديثة تُعرض بسعر أقل من طرازات أقدم، يخلق مفارقة لافتة، فأحيانًا طرازات حديثة لعام 2025 تُباع بأسعار أقل من سيارات أقدم، وهو ما يزيد من حيرة المستهلكين، ومن المفترض أن تكون هناك معايير منطقية وثابتة في عملية التسعير.
ونصح الفقي من يرغب في شراء سيارة مستعملة، أن يُحدد الفئة والمواصفات التي يقارن بناءً عليها. ثم عليه أن يُفحص الهيكل الخارجي، والإطارات، والفرش الداخلي بعناية، ويجب التأكد من سلامة دواخل السيارة، وأداء المحرك، والبطارية، والنظام الكهربائي، كما أن من الضروري مراجعة صلاحية الترخيص ومدته، وأوصي دائمًا بالاستعانة بخبير فني لفحص السيارة بدقة، لا سيما لاكتشاف أي تعديلات هيكلية مثل تغيير أحد الأركان أو السقف.