الجمعة 22 أغسطس 2025 04:29 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    عربي ودولي

    مدير المركز الفرنسي: الإمارات ملتزمة بالبعد الإنساني بقطاع غزة.. ودورها متكامل مع مصر وفرنسا

    عقيلة دبيشي
    عقيلة دبيشي

    أشادت الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات، بمبادرة الإمارات بالتعاون مع مصر وفرنسا في إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع، عبر الإنزالات الجوية.

    وقالت دبيشي، في تصريحات لـ"مصر وناسها" إن هذه المبادرة تعكس التزام الإمارات الواضح بالبعد الإنساني للأزمة في القطاع، فهي لا تكتفي بالدعوة إلى التهدئة بل تتحرك عمليًا على الأرض لتأمين المساعدات عبر وسائل مبتكرة كالإنزالات الجوية.

    وأضافت أن التعاون مع مصر، بوصفها المعبر الأساسي للقطاع، ومع فرنسا، كشريك أوروبي وعضو دائم بمجلس الأمن، يضفي على المبادرة بعدًا دوليًا يعزز من فعاليتها ويمنحها شرعية سياسية وإنسانية واسعة، مشيرة إلى المبادرات الأخرى للإمارات مثل "الفارس الشهم".

    وأوضحت دبيشي، أن البعد الإنساني بالطبع هو الأساس في هذه الخطوة، لكن لا يمكن إنكار الرسائل السياسية المضمنة فيها، فالإمارات تريد أن تؤكد أنها لاعب محوري في القضايا الإقليمية وقادرة على جمع شركاء مختلفين حول هدف إنساني مشترك. أما فرنسا، فهي ترى في التعاون مع الإمارات ومصر فرصة لإثبات حضورها في ملف الشرق الأوسط.

    وأشارت إلى أن الإنزالات الجوية خطوة رمزية، قد تكون نقطة انطلاق نحو آلية أكثر استدامة، فالإمارات تمتلك الإمكانيات اللوجستية والقدرة على الحشد الدولي، ومصر تملك الجغرافيا والممرات، وفرنسا توفر الغطاء الأوروبي والدولي، وهذا المزيج يجعل التحول من مبادرة رمزية إلى تعاون أكبر أمرًا منطقيًا ومرجحا.

    وحول رؤية باريس إلى الدور المتنامي للإمارات في القطاع، وهل يعتبر تكاملًا مع الجهد المصري أم منافسة دبلوماسية، أكدت دبيشي أنه من منظور باريس، الدور الإماراتي لا يتعارض مع الدور المصري بل يكمله، لأن فرنسا تدرك أن مصر تظل الطرف الأكثر تأثيرًا بحكم الجغرافيا، لكنها ترى في الإمارات شريكًا قادرًا على تقديم دعم مالي ولوجستي يخفف الضغط عن القاهرة ويزيد فرص نجاح أي مبادرة إنسانية. وبالتالي، باريس لا تنظر إلى هذا الدور كمنافسة، بل كإضافة نوعية تسهل إدارة الأزمة بطريقة أكثر شمولية.

    وتوقعت دبيشي أن نرى آلية إنسانية دائمة (فرنسا – مصر – الإمارات) لإيصال المساعدات إلى غزة، بعد أن بدأت كخطوة مؤقتة مرتبطة بظروف الحرب، لكن التجارب الإنسانية السابقة تشير إلى أن التعاون الثلاثي قد يتحول إلى آلية مستمرة.

    فالإمارات لديها سجل طويل في بناء منصات دائمة للمساعدات، ومصر بحاجة إلى دعم دولي لمواصلة إدارة المعبر الحدودي مع غزة، وفرنسا تبحث عن موطئ قدم في المنطقة. لذلك، من غير المستبعد أن تتطور هذه المبادرة إلى صيغة دائمة أو شبه دائمة لإدارة المساعدات الإنسانية إلى غزة.

    مدير المركز الفرنسي: الإمارات لاعب محوري بالقضايا الإقليمية