الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 05:28 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المنوعات

    دودو مصاروة: الإمارات احتضنت ابتكاري لعلاج الصلع الوراثي بنسبة نجاح تفوق 95%

    مصر وناسها

    أكد التريكولوج دودو مصاروة، مخترع أول تقنية بديلة عن زراعة الشعر لعلاج الصلع الوراثي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة شكلت البيئة المثالية التي احتضنت ابتكاره، ومنحته الدعم الكامل لتحقيق حلمه في التوصل إلى علاج خارجي غير جراحي لعلاج الصلع الوراثي بنسبة نجاح تفوق 95%. وأوضح أن اعتماده من قبل هيئة الصحة في دبي وهيئة الصحة العالمية يعد وسام فخر ومكافأة لسنوات طويلة من البحث والتطوير التي خاضها بإصرار.

    وقال مصاروة في حديثة لمجلة استثمارات الإماراتية، إنه بدأ مسيرته المهنية في فرنسا كعارض أزياء، وحقق شهرة واسعة هناك، غير أن إصابته بمرض الصلع الوراثي كانت نقطة تحول مؤلمة في حياته، إذ فقد شعره بالكامل خلال ثلاثة أشهر فقط، الأمر الذي تسبب في فقدانه عمله بأشهر دور الأزياء الفرنسية والعالمية، ودخوله في أزمة نفسية حادة بعد فشل محاولاته في إيجاد علاج مناسب، سواء عبر عمليات زراعة الشعر أو العلاجات التقليدية في دول عدة مثل تركيا وتايلاند.

    وأضاف أنه لم يستسلم، بل قرر مواجهة المشكلة باللدراسة والبحث العلمي حتى وجد ضالته لدى طبيب فرنسي متخصص في علم التريكولوجي وصف له دواءً على شكل حبوب لعلاج الصلع، وقد نجح الدواء في إعادة نمو شعره، لكنه سبب له مضاعفات صحية خطيرة، ما اضطره للتوقف عن استخدامه نهائياً.

    وأوضح أن تلك التجربة القاسية كانت الشرارة التي قادته إلى التفكير في بديل آمن، موضحاً أنه ذات ليلة حلم بأنه يتناول العلاج نفسه على شكل سائل خارجي، فاستيقظ في اليوم التالي متوجهاً إلى أحد المختبرات في باريس ليبدأ رحلة البحث عن إمكانية تحويل الدواء إلى تركيبة موضعية لا تُؤخذ بالفم، وتكون خالية من الأعراض الجانبية. ومن هناك بدأت رحلة طويلة من التعاون مع مختبرات فرنسية وفلسطينية امتدت لسنوات، توصل خلالها إلى ابتكار تركيبة موضعية فعالة تعالج الصلع الوراثي وتعزز نمو الشعر بشكل طبيعي دون تدخل جراحي.

    ولفت دودو مصاروة إلى أنه واجه تحديات كبيرة في بداية رحلته، من بينها رفض تسجيل ابتكاره من قبل بعض الجهات الصحية في بلده فلسطين، ومحاربته من مؤسسات طبية لأسباب غير مهنية، لكنه أصر على المضي قدماً وأجرى تجارب على 99 شخصاً حققت نتائج مبهرة بنسبة نجاح بلغت 98%، وهو ما ساعده في الحصول لاحقاً على الاعتراف الدولي واعتماد تقنيته رسمياً من هيئة الصحة العالمية وهيئة الصحة بدبي، مؤكدا أن اعتماده من الجهات الصحية في الإمارات كان محطة فارقة في حياته المهنية.

    وأشار إلى أنه عند بدء استخدام التقنية على المرضى شعر بمسؤولية كبيرة وخوف إيجابي من النتائج، لكنه مع مرور الوقت بدأ يرى ثمرة جهده بعد أن تجاوز عدد من استفادوا من ابتكاره أكثر من 43 ألف شخص من مختلف دول العالم، متوقعاً أن يصل العدد إلى 50 ألف مريض خلال الشهر المقبل، لافتا إلى أن كل حالة يتم التعامل معها ببروتوكول علاجي خاص يمتد بين 90 و120 يوماً، ويشمل جلسات في العيادة باستخدام الديرما بن والقطرات العلاجية، إضافة إلى استخدام الديرما رول في المنزل، مؤكداً أن العلاج آمن تماماً ولا يعتمد على الزراعة أو الحقن أو الأدوية الفموية.

    وذكر دودو مصاروة أنه يحرص على تصنيع تقنيته في المختبرات المعتمدة داخل الدولة التي يعمل فيها، وتحت إشراف مباشر منه، موضحاً أن الرقابة في دبي على أعلى مستوى، وأن العيادة التي يديرها تخضع لتقييم دوري من قبل هيئة الصحة في دبي وتحصل دائماً على أعلى الدرجات. وأكد أنه ملتزم بالقوانين والمعايير الطبية في كل تفاصيل عمله، ولا يترك أي شيء للصدفة، وهو ما ساهم في اكتساب ثقة المرضى والجهات الصحية على حد سواء.

    وكشف أن شركات عالمية كبرى عرضت عليه شراء تقنيته مقابل مبالغ ضخمة وصلت إلى مليار ونصف المليار دولار، إلا أنه رفض جميع العروض قائلاً إن هدفه إنساني وليس تجارياً، وإنه يريد أن تكون التقنية متاحة للناس بشكل صحيح وآمن بعيداً عن الاستغلال التجاري، مضيفاً أن بعض الشركات والأشخاص حاولوا تقليد التقنية أو سرقتها، لكنهم فشلوا لأن السر في طريقة التحضير الدقيقة التي يحتفظ بها لنفسه، موضحاً أنه يحتفظ بنحو 30% من تركيبة الابتكار حفاظاً على حقوقه الفكرية. وأكد أن التقنية لا تُباع في الصيدليات، بل تُمنح مباشرة من خلال عيادته أو عبر خدمة التوصيل الخاصة به إلى منازل المرضى.

    واستطرد في حديثه قائلاً إنه اليوم أصبح الوجه الإعلامي لمنتجاته وخط العناية بالشعر الذي أطلقه، والذي يهدف إلى الوقاية من تساقط الشعر والحفاظ على صحته، مشيراً إلى أنه رغم عشقه لعروض الأزياء التي كانت بدايته المهنية، إلا أنه وجد في مجال الطب والعلاج رسالته الحقيقية، مضيفاً: "ما زلت أحب الاهتمام بمظهري لأن الله جميل يحب الجمال، لكن الجمال الحقيقي في العطاء، وفي تحويل الألم إلى أمل يخدم الناس ويغير حياتهم نحو الأفضل".