السبت 4 مايو 2024 10:19 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فتوي و دين

    مؤشر الفتوي .. يرصد فتاوى تكفيرية إخوانية لخدمة أغراض أردوغان وأطماعه في ليبيا وسوريا واليمن

    مصر وناسها

    المؤشر يرصد فتاوى تكفيرية إخوانية لخدمة أغراض أردوغان وأطماعه في ليبيا وسوريا واليمن
    رصد المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية في تقرير حديث له، مواصلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلاله للخطاب الديني لتثبيت أركان حكمه في الداخل التركي وإبراز مطامعه السياسية في الخارج.

    وخلص المؤشر في تقريره الصادر اليوم الأحد، إلى أن الخطاب الإفتائي في الداخل التركي، يرسِّخ للديكتاتورية المطلقة لأردوغان ومشروعه العثماني الذي يسعى جاهدًا لتنفيذه ولو على حساب شعبه وأبناء وطنه، مشيرًا إلى المعاملة الوحشية لكل المعارضين بلا استثناء، وذلك بعد إضافة الحكومة التركية إلى هيئات إنفاذ القانون عنصرًا جديدًا ذا خلفية دينية، وقضى هذا العنصر الجديد بأن تتعامل الجهات الأمنية مع معارضيهم والمشتبه بهم باعتبار أنهم «كفار» أو «أعداء الإسلام».

    واستدل المؤشر بذلك، على فتوى لعالم الدين التركي «خير الدين كرمان»، وهو محسوب على نظام أردوغان، تقول إن الضرر الذي يلحق بجماعة صغيرة جائز في مقابل تحقيق المصالح العامة للأمة، موضحًا أن المعسكر الأردوغاني وحزب العدالة والتنمية كثيرًا ما يرددون مثل تلك الفتاوى التي تتنافى بشكل واضح مع مبادئ الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان على حد سواء.

    وقال المؤشر، إن الرئيس التركي تمكن من إقصاء كل من رفض مبايعته، كحركة فتح الله غولن، ولا يزال يستخدم خطاب الكراهية بشكل متعمد ضد خصومه السياسيين؛ بل ويصفهم أحيانًا بأنهم «كفار».

    اقرأ أيضاً

    وأكد المؤشر، أن أردوغان أعلن في البداية تخليه عن حزبه القديم وهو حزب «الرفاه» بقيادة نجم الدين أربكان، الذي كان يمثل الإسلام السياسي هناك، وتعهد وقتها بأنه لن يتبنى مشروعًا إسلاميًّا خلال حياته السياسية، غير أنه بعد تمكنه من السلطة، بدأت تظهر لديه نزعته التاريخية وهي «الاستئثار بالسلطة»، وبدأ يقترب من التنظيمات الإسلامية العنيفة ويبتعد عن الديمقراطيين والجماعات الإسلامية المعتدلة.

    ووجه المؤشر إشارات إلى استخدام أردوغان ورقة المساجد جيدًا في الداخل التركي، بهدف المكاسب السياسية وإنقاذ شعبيته المترنحة نتيجة وباء كورونا والانهيار الاقتصادي لبلاده، معتبرًا أن تجديد الحديث الآن عن موضوع تحويل الكنيسة القديمة «آيا صوفيا» إلى مسجد، وما رافقه من نشر مقطع فيديو لأردوغان وهو يتلو القرآن في رمضان الماضي، هي موضوعات استهلاكية لكسب الطبقات المتدينة، ثم غدت سلاحًا انتخابيًّا بيد أردوغان وجنوده يرفعونه كلما احتاجوا إلى أصوات العامة من الناس.

    وأكد المؤشر أن قضية تحويل آيا صوفيا إلى مسجد طُرحت منذ عقود، بيد أنها ظلت أداة وسلاحًا دعائيًّا بيد مختلف السياسيين في حملاتهم لاستقطاب الناخبين، لا سيما المتدينين منهم.

    وبُنيت آيا صوفيا، ككنيسة خلال العصر البيزنطي عام 537 ميلادية، وظلت لمدة 916 سنة حتى احتل العثمانيون إسطنبول عام 1453، فحولوا المبنى إلى مسجد، وفي عام 1934، تحولت آيا صوفيا إلى متحف بموجب مرسوم صدر في ظل الجمهورية التركية الحديثة.

    وأكد المؤشر العالمي للفتوى أن أردوغان لا زال يراهن على جماعات الإسلام السياسي للدفاع عن مصالح أنقرة داخل بلدانهم، إذ جنّد دعاة ومفتين، مثل الصادق الغرياني وعبد الله المحيسني وخالد المشري وغيرهم؛ لأن حاجز اللغة يتطلب أشخاصًا ينتمون لتلك الدول؛ وهو ما يوفره هؤلاء الدعاة داخل كل دولة، إذ أصدروا فتاوى ترسِّخ للنزعة الاستعمارية التي تؤمن بها حكومة أنقرة.

    ولفت مؤشر الفتوى لبعض فتاوى وآراء أعضاء الجماعة الإرهابية في مصر التي تمنت انهيار اقتصاد بلادهم، في حين دعوا بكل السبل وعبر منابرهم وقنواتهم التي تبث من الخارج لدعم الليرة التركية بعدما أصابها الانهيار والترنح الشديد، إذ حذر صابر مشهور، القيادي بالجماعة من انهيار العُملة التركية، وقال: «لو سقطت الليرة التركية سيسقط الإسلام!!، لو سقطت الليرة التركية يا مسلم ستُغتصب زوجتك أمام عينيك أينما كنت»، ودعا لدعم الاقتصاد التركي بشراء البضائع التركية دعمًا للإسلام، على حد زعمه، كما قال القيادي بالجماعة محمد إلهامي حول نفس الأمر: «هذه ليست معركة تركيا، بل هي معركة الأمة الإسلامية كلها».

    واستدل المؤشر بذلك على الأوضاع في ليبيا بعد إرسال السلطات التركية آلاف المرتزقة وتحريضهم على الاقتتال هناك، إذ جنَّد أردوغان مفتين ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية ليبرروا كل تلك الأفعال الدنيئة، ومن بين هؤلاء الصادق الغرياني مفتي ليبيا المعزول الذي أجاز استيلاء الميليشيات والمقاتلين في طرابلس على الممتلكات، وأفتى بأن «السيارات والأسلحة الثقيلة والمعدات والنقود لا تُعدُّ من السلَب الذي يختص به المقاتل، بل هي غنيمة، أربعة أخماسها مِلكٌ لجميع الحاضرين للقتال، وخُمسها تتصرف فيه القيادة للمصالح العامة».

    وأشار المؤشر إلى أن الغرياني كان قد أصدر فتوى شاذة حول عزم أنقرة إنشاء قواعد عسكرية في ليبيا، واعتبر حينها أن هذا الأمر «حلال شرعًا ومشروع قانونًا»، كما أجاز دفع أموال الزكاة للجماعات المسلَّحة لشراء المقاتلين والسلاح لصالح حكومة الوفاق.

    وأوضح المؤشر أن الغرياني لم يكتفِ بإصدار فتاوى ضد بلاده ولمصلحة أردوغان؛ بل أطلق بيانًا تكفيريًّا يتهم فيه السودانيين بالمشاركة في العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر (أصدر الغرياني فتوى سابقة بإهدار دمه) لاستعادة طرابلس من الإرهابيين، وناشد ما أسماهم بالإخوان من علماء السودان وعقلائها للتدخل لوقف إرسال المرتزقة للقتال ضدهم، وهى فتوى تندرج ضمن إشعال الفتنة وإثارة الشارع السوداني عبر دعوة الإسلاميين هناك للانقلاب على ضد الحكومة والمؤسسة العسكرية السودانية، مثل ما تفعل جماعة الإخوان الإرهابية في مصر.

    وذكر المؤشر أن «عبد الله المحيسني»، المفتي الشرعي لجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة بسوريا، يرتبط بعلاقة وثيقة مع أردوغان كغيره من الإرهابيين المرتبطين بجماعة الإخوان، ففي أكتوبر من عام 2016، أجرت صحيفة «يني شفق» الموالية للنظام التركي حوارًا معه عدَّد من خلاله إنجازات الدولة العثمانية، دون أن يذكر المذابح والأهوال التي ارتكبوها، كما حث أنصاره مؤخرًا عبر مقطع فيديو مصور على ضرورة المشاركة في قتال الجيش الوطني الليبي.

    ولفت مؤشر الفتوى إلى أن تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا سعى متمثلًا في القيادي خالد المشري، أحد مؤسسي حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لإخوان ليبيا، إلى استجلاب الدعم التركي للإرهابيين في حكومة السراج، مؤكدًا أن «المشري» (الذي يُعرف بأنه من أكبر عملاء قطر وتركيا وأحد مشرعني الغزو التركي لليبيا) يُعدُّ عرَّاب الاتفاقية الأمنية التي وقَّعها السراج مع أردوغان، والتي أسست للغزو التركي لليبيا.

    وتطرق مؤشر الفتوى إلى فتاوى إخوانية أخرى كان بطلها الداعية الكويتي «حاكم المطيري» الذي طالب الشعب اليمني بضرورة المطالبة بالتدخل العسكري التركي، على غرار تدخل أنقرة في دعم المليشيات المتطرفة في ليبيا، وشدد المطيري على أهمية دعم مشروع الإخوان في اليمن، بتعزيز العلاقة لخدمة المعركة الاستراتيجية والاستفادة من الدروس في ليبيا.

    وأشار المؤشر إلى استخدام الرئيس التركي لأشخاص وكيانات في الغرب للترويج لأفكاره وتنفيذ مشروعاته الاستعمارية، مؤكدًا أن خير مثال على ذلك الإمام الأسترالي من أصول سورية «فداء المجذوب»، الذي لعب دورًا رئيسيًّا في سوريا، إذ نشرت تقارير موثقة ربطت بين مسئولين كبار في الحكومة التركية وشبكة تهريب أسلحة برئاسة أحد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، موضحًا أن المجذوب كان قائد شبكة تهريب أسلحة من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا، كما أثبتت تقارير أمنية حوله أنه عمل مع عناصر القاعدة، حيث كان حلقة الوصل بين المجلس الوطني السوري وشبكة القاعدة وكبار المسئولين الأتراك.

    دار الافتاء تركيا ليبيا اردوغان مؤشر الفتوي سياسه