الجمعة 19 أبريل 2024 12:20 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    حوادث

    ”أخويا قتل جوزي”.. لماذا تخلص صاحب الـ 18 عاما من زوج شقيقته قبل صلاة الفجر؟

    مصر وناسها

    شهدت إحدى قرى مركز البدرشين، جريمة قتل مأساوية حينما أقبل شاب على قتل زوج شقيقته بسبب الخلافات الزوجية بينهما وتعديه الدائم عليها بالضرب والشتائم.

    في حلقة جديدة من "دماء أسرية" التي يتناولها "مصراوي" من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة، نروي تفاصيل مقتل شاب يدعى "محمد. ج" 23 سنة، في يونيو من عام 2019، بعد شجار عنيف مع شقيق زوجته.

    قبل سنوات من الواقعة ارتبط المجني عليه بزوجته، ولم تتردد أسرة الفتاة في قبول العريس رغم أن ابنتهم لم تكمل عامها الـ18 بعد، وقرروا إتمام الزواج بعقد موثق في الشهر العقاري حتى تبلغ سن الرشد.

    في حفل بهيج بحضور الأهل والجيران عقد عقران الفتاة على "محمد جمال"، عامل، وانتقلا للعيش في شقة مكونة من غرفة وصالة، أملا في علاقة زوجية يسودها الحب والتفاهم.

    على مدار عامين، حاولت الفتاة التقرب من زوجها ومعرفة طباعه وكسب ثقته إلا أنها اصطدمت بتعاطيه للأقراص المخدرة التي تتسبب في تبدل تصرفاته معها ظنت أن الأحوال ستتبدل للأفضل مع استقبالهما مولودهما الأول، لكن دون جدوى.

    رويدا رويدا أخذت العلاقة الزوجية منعطفًا خطيرًا، بدأ الأمر لا يتوقف عند مرحلة الشجار والتراشق بالألفاظ وتعدى إلى مرحلة الضرب المبرح، وبات حصول الزوجة على وصلة من الضرب المبرح أمر اعتيادي، لتشكو حالها لأسرتها إلا أن تدخل عقلاء العائلتين كان ينتهي بعودة الفتاة إلى منزلها.

    مشهد طرد الزوجة وتركها عش الزوجية تكرر مرات عدة، ما آثار حفيظة أسرتها فجاء قرارهم تلك المرة مغايرا لسابقيه واستقروا على عدم عودتها حتى يحصلوا على ضمانات بعدم تكرار أفعال الزوج الطائشة.

    شقيق الفتاة "عبدالرحمن" عقد جلسة معها طالبها بضرورة العودة إلى منزلها وعدم التفريط في حقوقها بسهولة "إزاي تخليه يمشيكي بسهولة.. ارجعي بيتك واقعدي براحتك"، وبالفعل أعدت الزوجة حقائبها في طريق عودتها إلى منزل الزوجية بدعم قوي من شقيقها.

    في وقت متأخر من الليل عاد محمد جمال عبدالحي إلى منزله، فوجئ بعودة زوجته فبادر بسؤالها "إنت بتعملي ايه هنا مين اللي سمح لك تدخلي البيت وأنا مش هنا" فوقعت بينهما مشادة كلامية حامية الوطيس استعاد معها الزوج عادته القديمة اعتدى بالضرب على زوجته بقدر من العنف والوحشية ما بين لكمات في الوجه والصدر وركلات بالرجل في سائر أنحاء جسدها.

    "الحقني يا عبدالرحمن جوزي بهدلني وموتني من الضرب".. مكالمة سريعة لم تمتد لأكثر من دقيقة استنجدت فيها الفتاة بشقيقها بعد وصلة ضرب تلقتها من زوجها. دقائق معدودة حضر معها "عبدالرحمن" منزل شقيقته -لقرب المسافة- عاتب زوج شقيقته على فعلته وتطور الأمر إلى مشاجرة، مزق خلالها الزوج "تي شيرت" صهره وطرحه أرضا، وراح ينهال بالضرب على زوجته مرة أخرى.

    محاولات "عبد الرحمن" للدفاع عن شقيقته لم تتوقف أملا في حمايتها من عنف زوجها حتى وقعت عيناه على سكين أعلى منضدة قريبة فأمسك بها وطعن زوج شقيقته من الخلف ليسقط غارقا في دمائه مع قرب صلاة الفجر، لتطلق الزوجة صرخات قطعت صمت المنطقة "إلحقوني.. أخويا قتل جوزي".

    مباشرة تم نقل المجني عليه إلى المستشفى المركزي، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة لدى وصوله؛ إثر إصابته بجرح غائر في الظهر طوله 8 سم.

    بإجراء التحريات تبين أن مشادة كلامية وقعت بين المجني عليه وشقيق زوجته، انتهت بمقتل الأول، وتمكنت مأمورية من ضبط المتهم في أحد الأكمنة قبل هروبه.

    "أنا كنت بدافع عن أختي مرة واحدة لقيت السكينة قدامي فضربته.. بس كان لسه فيه الروح" بهذه الكلمات أدلى "عبدالرحمن. ر. ر" 18 سنة، عاطل، بتفاصيل جريمته، مرجعا السبب إلى اعتداء المجني عليه الدائم على شقيقته بالضرب وتعمده إهانتها.