الخميس 28 مارس 2024 02:26 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فن وثقافة

    أنوشكا تكشف أسرارًا عن حياتها لأول مرة:

    مصر وناسها

    "يا ليل.. كداب.. حبيتك" من لم يتأثر بصوتها المميز الذي خلق حالة فريدة في التسعينيات لم تكرر حتى الآن، وبجانب حبها للفن إلا أنها شخصية راقية لم تسع وراء إثارة الجدل أو الشائعات بل حافظت على صورتها أمام محبيها منذ بداياتها، وخلال حوارها سنكتشف وجهًا آخر لـ أنوشكا لم نراه في أعمالها الفنية، بدايًة من حالة الرضا التي تعيش بها مرورًا بأمنيتها في مقابلة الله.

    وفتحت أنوشكا قلبها في حوارها وكشفت أسرارًا لأول مرة عن حياتها بجانب الحديث عن مهنة الفن وأمنيتها في الحياة.. وإلى نص الحوار:

    في البداية حديثها عن تجربة مشاركتك في لجنة تحكيم برنامج الدوم

    برنامج الدوم ليس التجربة الأولى لي، بل سبق وشاركت في إكس فاكتور منذ سنوات وسافرت إلى العديد من الدول من بينهم تونس والجزائر ولبنان والأردن ولجنة التحكيم كانت تضم الملحن الكبير الراقي خالد الشيخ من البحرين والمنتج الشهير ميشال.

    وتجربة برنامج الدوم وبرامج المسابقات بوجه عام هي تجربة ممتعة وصعبة بنفس الوقت؛ لأنني أبتعد عن الخطأ قدر الإمكان وبالطبع به مسئولية كبيرة وليست مسئولية نفسي فقط، بل مسئولية أحلام المتسابقين والتي يمكن أن تتحطم ولكن في النهاية هناك نظام في البرنامج وعدد محدد للمتسابقين والخروج من البرنامج لا يعني أن المتسابق غير جيد.

    بل هذا الموسم من الدوم لم يكن هناك فروقات كبيرة بين المتسابقين وكـ لجنة تحكيم نكون في حالة استمتاع عند سماع أصواتهم لأني أرى تطورهم حلقة بعد حلقة وتركيزهم في عملهم وتحقيق حلمهم، والدوم هو بداية الطريق وليس نهايته لأن المتسابق الذي غادر البرنامج سيجد فرصًا أخرى أيضًا.

    وتجربة الدوم عملية لأنها تجعل المتسابق يشعر بـ مسئولية تصرفاته أمام الجمهور وكأنه نجمًا بالفعل وبالطبع يكتسب المتسابق خبرة كبيرة من حيث كيفية التحضير قبل الغناء وتصرفاته وكلماته وبجانب متعة التجربة إلا أنها صعبة للمتسابقين ولجنة التحكيم لأن أي كلمة مهما كانت بسيطة يمكنها هدم آمال متسابق ونؤكد على جميع المتسابقين أن مغادرته البرنامج ليست نهاية المطاف ونحرص للغاية على كل كلمة مننا ويجب أن تكون صادقة وموزونة ولا تجرح المتسابق.

    ولكن ما رأيك في ظاهرة المهرجانات؟

    أنا من أنصار الحرية وكل له الحق في تقديم ما يراه مناسبًا لنفسه وبيئته وبالطبع لا نستطيع إنكار ظاهرة المهرجانات ويجب أن نتيح المجال لكل أنواع الغناء، ومثلما يوجد مهرجانات، يوجد أيضًا فن كلاسيكي وأوبرالي ومصر لديها مطربين على الساحة العالمية في غاية الرقي والجمال من الرجال والنساء.

    هل الفن أصعب مهنة؟

    لن أقل أن الفن أصعب مهنة ولكنه موهبة والموهبة هدية من الله، والفن ليس سهلًا وأي مهنة إذا كنت تحبها ستكون ميسرة لك وإذا كنت تكرهها مهما فعلت لن تكن سهلة وستشعر بالصعوبة، وأضحك عندما أرى البعض يعتقدون أن الفن ما هو إلا “أضواء وفلوس وفساتين” لأنه ليس كذلك، الفن مهنة صعبة للغاية.

    ويجب أن يكون الفنان متسامح مع ذاته ويطور منها باستمرار وألا ينظر إلى أي شخص آخر ويحرص على أن تكون المنافسة بينه وبين نفسه فقط، والإصرار على النجاح في غاية الأهمية ومثلما يصلي الإنسان ويشكر الله على النعم يجب أيضًا أن يدرك قيمة الهدية التي منحها الله للشخص ويحافظ على موهبته.

    وفي النهاية الأعمال الفنية تكون على هوى المتفرج لأن المتفرج كلمته صادقة سواء العمل نال إعجابه أو انتقد العمل ولم يعجبه، ومكانة الجمهور وكلمته تهمنا كـ فنانين ومطربين وممثلين؛ لأن جميعنا نحتاج رأي الجمهور عند تقديم أي عمل فني ونسأل أنفسنا هل العمل نال إعجاب الجمهور أم لم أوفق؟ ونحن كـ فنانين متعلقين من كلمة الجمهور.

    أترين أن الفن يفتقد للاستقرار المادي لأن الفنان لا يملك دخلًا ثابتًا؟

    -الفن يفتقد للاستقرار لأن الفنان ليس له دخل ثابت أو ماهية مضمونة في آخر الشهر مثل الموظف ولكن الفنان يمكث في منزله عامين أو ثلاثة دون عمل أحيانًا وليس تكاسل على الاطلاق ولكن لأن لا يوجد دور يليق به ولا يوجد إنتاج كافٍ لجميع الفنانين.

    وفي النهاية لا يوجد شيء مضمونًا لأن الفنان يتعاقد أحيانا على عمل ولكن لظروف ما يتم تأجيله مثلما حدث عندما انتشر فيروس كورونا، وحينها الإنتاج قل ومغظم الفنانين كانوا في منازلهم، ومع كل يوم جديد هناك ظرف جديد، والإنسان لا يعلم أين رزقه وأحيانا الفنان يقدم عمل كبير بـ أجر قليل والعكس صحيح، وأحيانا زميل يطلب من الفنان العمل معه وبالطبع يكون" مجاملة" لأننا كـ فنانين ندعم بعضنا البعض لأن الفنان عند دخوله عالم الإنتاج لا يهتم بالناحية المادية بقدر اهتمامه بالناحية الفنية ولا يعلم كأي منتج من أين تؤكل الكتف.

    والفنان يقدم أحيانا أعمالا دون أجر لأننا لسنا موظفين، الموظف في نهاية كل شهر يعلم أجره وإذا كانت لديه علاوة أو مكافأة على عكس الفنان رزقه على الله.

    هل فكرتي في إنشاء مشروع آخر بجانب الفن مثلما يفعل بعض الفنانين؟

    لا؛ لأن الفن عشقي منذ طفولتي وفي عمر الـ 5 أو الـ 4 سنوات كنت أحلم بـ لقب “فنانة” وبعدما كبرت كان إنتاجي بالكامل غنائي وإذا فكرت في أي مشروع سيكون فني سواء تمثيل أو غناء.

    سبق وطالبتي بتقديم أعمال استعراضية أكثر.. هل الجمهور سيتقبل هذه الأعمال الآن أم الذوق العام تغير؟

    الجمهور يتقبل كل ما هو مبهج لأننا شعب نعشق الضحك والغناء والخفة ولا يمكننا أن نستغنى عن الأفلام الغنائية أو الاستعراضية ولكننا لن ننكر أنها تكاد تكون غير موجودة حاليًا؛ ولكن هذا حال الموجة العالمية.

    وكانت هناك فترة بها أفلام أكشن وفترة أخرى أفلام غنائية في عصر الأبيض والأسود ثم تقلصت وحال السينما المصرية يتبع الحالة العالمية؛ وبالطبع الأعمال الاستعراضية تكلفتها عالية بسبب الديكورات وحتى ننتج فيلمًا استعراضيا سيحتاج لـ ميزانية كبيرة من أجل المجاميع والبروفات ولكن سيكون هناك أفلام استعراضية الفترة المقبلة.

    الأخلاق والتصرفات تغيرت بالطبع، ولكني أثق في رأي الجمهور لأن العمل الجيد يجتمع عليه الجميع.

    أعلنت عن استعدادك لتقديم شخصية تحية كايروكا.. هل ترين الراقصات مظلومات بسبب نظرة المجتمع لهن؟

    هل يوجد حفل زفاف بدون راقصة؟ الفن الاستعراضي راقي مثل راقصات الشمعدان التي بدأت في العودة مرة أخرى، ولكن هناك فترة كانت تعاني من أفكار ضبابية وعقليات رجعية هاجموا فن الباليه حينها رغم أنه أرقى الفنون والاستعراض بجميع أشكاله فن راقي للغاية وهذا كان توجه لتقليل من شأن الفن، لأن هناك أمثلة كثيرة راقية مثل فرقة رضا والتي مازالت راقية وتحمل اسم مصر على الساحة العالمية.

    ويجب أن نواجه تلك الأفكار التي تهدم مكانة الاستعراض، ويجب أن نسلط الضوء على الفن الراقي، والأزمة تكمن في نظرتنا إليه، مثل المخرج الذي يقدم مشهد اغتصاب بطريقة غير فجة وبنفس الوقت ننجح في إيصال المعلومة.

    ما تعليقك على شائعات وفاة الفنانين ومرضهم المنتشرة في الآونة الأخيرة؟

    الشائعات ما هي إلا قلة قيمة وإساءة لـ مروجيها.

    هل تفكرين في تقديم قصة حياتك في عمل فني؟

    ماذا يوجد في قصة حياتي حتى أقدمه في عمل فني؟ من الأفضل تقديم قصة حياة شخصيات خدمت الإنسانية مثل مجدي يعقوب، ولكن يمكننا تقديم قصة حياة صعود لأننا قدوة للجمهور وقصة حياتي لم تكن نجاحات بالكامل بل تضم إخفاقات وتعب وسنوات من التعليم وكنت أرى خلال حياتي كيف يتعامل الكبار مثل سناء جميل ووالدتي، وأتمنى أن يكونوا موجودين حتى نأخذ آرائهم التي كانت في محلها ونصلح من أنفسنا، وأنا أفتقد والداتي لأنها كانت تنتقد أعمالي وكانت ناقدة قاسية ولكن هدفها اكن التطوير موهبتي رغم أنها متفرجة ولكن انتقاداتها كانت في محلها.

    أيمكن للفن أن يعوض الأمومة؟

    لا يوجد شيء يعوض شيء آخر، ويجب أن ينظر الإنسان إلى ما يملكه من نعم وعندما يقفل الله بابًا يفتح بابًا آخر، وأؤمن بأن الإنسان يأخذ 24 قيراطا مُقسمة من الله، وأشعر أحيانًا بأن الله يوجهني.

    وماذا عن الزواج في حياتك؟

    لم يسبق لي الزواج من قبل

    دائما تكونين أيقونة للجمال.. فما سر جمالك؟

    الجمال نسبي تمامًا، ويمكن لشخص أن يمتلك حنكة وثُقل أو يكون من ذوي الهمم أو تعرض لـ حادثة تسببت له في حروق ويمكن أن يراها إنسان سيئة ولكن أحيانا من جمال روحهم لا نرى أي عيب بهم أو تلك المشكلة، وأحيانا يكون هناك شخص جماله الخارجي بسيط ولكن جماله الداخلي أجمل ونراه من أجمل الأشخاص وذلك لأن الله يمنح جمال الروح والطاقة الإيجابية والراحة النفسية للشخص وبالتالي ستراه جميلًا.

    ما أكثر شيء يخيفك الموت أم الفشل؟

    لا يوجد نجاح دون فشل، ولا شيء يدوم ومثلما يحدث الآن من زلازل وفيروسات نُدرك أن الإنسان موجود الآن، ولكن ممكن أن يكون غير موجود اللحظة المقبلة أو بعد ثانية واحدة، وأهم شيء أن يكون الإنسان متحضر ومستعد للقاء ربه ويذهب وقلبه ويده نظيفان ويذهب ولديه رصيدًا من أعمال الخير وألا يكون مديونًا لأحد أو قام بأذية أحد، ويكون مستعدًا لـ لسفره الأخير.

    وأخيرا ما هي أمنيتك من الله؟

    الستر والصحة وراحة البال لأن الإنسان مهما كان يملك من أموال لن يأخذهم معه بعد وفاته بل سيذهب بالستر وأهم شيء أن تكون صحة الإنسان جيدة ومن يحبهم حوله ولديه سقف ومنزل.