شهود عيان يروون تفاصيل العثور على جثة فتاة متحللة وبجوارها والدتها فاقدة للوعي بالدقي (صور)


توفيت ابنتها أمام عينيها، ولم تجد سبيلا أمامها سوى أن تجلس بجوارها تنتظر أن ينجدهما أحد، فقد عجزت قدرتها واشتد بها المرض فلم تستطع إسعاف ابنتها، حتى أغشى عليها من كثرة الإعياء، ولم تنجدهم سوى رائحة تعفن جثة الفتاة، التي أثارت اشمئزاز الجيران ودفعتهم للاستعانة بالشرطة.
داخل العقار رقم ٤٠ الكائن بشارع ميشيل باخيوم بمنطقة الدقي، حيث تعيش عجوز تتخطى الـ ٦٠ عاما وابنتها التى لم تتخطى من العمر ٢٥ عاما بمفردهما، يعانيان من مرض نفسي، لا أحد يقوم على خدمتهما سوى بواب العمارة الذي اعتاد أن يشتري لهما مستلزمات المنزل، ولا يعلم عن حياتهما شيئا.
بواب العمارة
بين ضوضاء السيارات وازدحام الشارع وانشغال الجميع بأحواله، كانت السيدة م.ع وابنتها تصارعان الموت بمفردهما، فقد توفيت الفتاة الشابة أمام أعين والدتها وقلبها ينفطر عليها، وظلت حبيسة شقتهما التي اعتادا ألا يطرقها أحد للاطمئنان عليهما.
تصريحات شهود العيان في الواقعة
تقول أحد شهود العيان: السيدة م. ع وابنتها أ.م، يعيشان في العمارة هنا منذ سنوات طويلة، ولكن طبيعة الحياة في المنطقة بصفة عامة وفي العمارة بصفة خاصة أن كل شخص يعيش في حاله، لا يعلم شيئا عن غيره، ولكني طيلة الوقت كنت أشعر بالتعاطف تجاه السيدة العجوز وابنتها، لأنني أعلم أنهما مرضى نفسيون، وحياتهما مقتصرة عليهما لا أحد يهتم بهما أو يقوم على حاجتهما، ولم يظهر لهما أي قريب يطمئن عليهما.
عقار الدقي
وأضافت: إذا حاولت تذكر عدد مرات التي رأيت فيها تلك السيدة وابنتها لن أتذكر، لأنها مرات قليلة جدا أو تكاد تكون معدومة، فهما لا يظهران نهائيا، وحياتهما مقتصرة عليهما، كما أن مرضهم النفسي جعل الجميع يتفادى التعامل معهما.
ومن جانبه، قال صاحب سوبر ماركت بجوار المنزل: علمت عن تلك الحادثة، وكنت متواجدا وقت اكتشاف الواقعة، وأعيش في تلك المنطقة منذ حوالي ٢٠ عاما، ولا أعلم شيئا عن تلك السيدة وابنتها سوى يوم الواقعة، ولا أعلم حتى بوجودهما في العمارة، لأن المنطقة هنا ليست مثل الأرياف، هنا كل شخص في حاله ليس له علاقة بغيره.
عقار الدقي
وقال بواب العمارة الذي رفض ذكر اسمه: إن السيدة الكبيرة تتخطى الـ ٦٠ عاما، وغير قادرة على الحركة، مريضة جسديا ونفسيا، كانت تكتفي بأخذ بعض الأدوية دون زيارة الأطباء، مضيفا: ليس لي أي دخل في الحياة الشخصية لأي ساكن في العمارة، وبسبب طبيعة مرض السيدة الكبيرة وابنتها كانا يهملان في نظافة الشقة، كما أنهما لم يستعينا بأحد لمساعدتهما في تنظيفها، لذلك كانت كل الترجيحات أن طعاما فاسدا هو السبب في الحادث.
عقار الدقي
واستكمل بواب العمارة: السيدة م.ع وابنتها تعيشان في العمارة منذ سنوات طويلة، قبل الحادث بأيام قليلة لاحظت تغيبهما الطويل، وأنهما لم يطلبا أي مستلزمات من الخارج، فطرقت الباب لفترة طويلة، ولكن لم يستجيب أحد، فقلت في قرارة نفسي إن السيدة وابنتها كثيرتا النوم، ومن الممكن أن يكونا غارقين في نومهما وسأعود لاستطلاع أمرهما لاحقا.