خبير: مظاهرات أبناء السودان في أوروبا تسعى لـ”كشف المستور” بالخرطوم


قبل عدة أيام جتاحت مدينة ليل مظاهرات ضخمة، قادها سودانيون ومتعاطفون مع قضيتهم، مطالبين بوضع حد للتدخلات الخارجية في شؤون السودان.
ورفع المحتجون لافتات تندد بالصمت الدولي، واعتبروا أن المجتمع الدولي يغض الطرف عن معاناة شعب بأكمله، مقابل حسابات سياسية ضيقة. المشهد الأبرز في المظاهرة كان رفع أعلام أوكرانيا، وكولومبيا، مشيرين لتورطهم في الصراع السوداني.
وكانت القوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة للجيش السوداني أعلنت، في 20 نوفمبر2024، أنها ضبطت وثائق هوية مجموعة من المرتزقة الكولومبيين بعد نصب كمين لقافلة متجهة من ليبيا إلى السودان محملة بإمدادات عسكرية لقوات الدعم السريع.
كما أن الطائرات المسيرة التي تم استخدامها من قبل قوات الدعم السريع والتي استهدفت مدينة بورتسودان وعطبرة والفاشر، هي أوكرانية من نوع “UJ-26 Beaver” بحسب العميد محمد السر من مكتب العلاقات العامة بوزارة الخارجية السودانية لـ”روسيا اليوم”.
وقال عطاف المختار المحلل السياسي السوداني، إن الانتقادات لم تقتصر على الخارج، بل امتدت لتشمل أطرافًا داخلية وصفها المتظاهرون بـ”البيادق السياسية”.
وأوضح المحلل السوداني، في تصريحات لـ"لشبكة رؤية الإخبارية"، أن المحتجين اتهموا بعض الأحزاب والنخب السودانية بالتواطؤ، وتنفيذ أجندات تخريبية.
ويرى عطاف، أن المظاهرة لم تكن مجرد فعل احتجاجي رمزي، بل كانت إعلان انطلاق لحركة ضغط تسعى لكشف المستور. حيث أكد المتظاهرون أن الحل للأزمة السودانية لا يأتي من العواصم الأجنبية، بل من الداخل، بإرادة وطنية خالصة ترفض التدخلات والمساومات.
ولفت إلى أنه لم تكن الانتقادات موجهة للخارج فقط، بل امتدت إلى داخل السودان، حيث هاجم المتظاهرون تحالفات سياسية وصفوها بـ”الواجهة الفارغة”، معتبرين أن بعض النخب المحلية أصبحت مجرد أدوات تنفذ أوامر خارجية. وطالبوا بمحاسبة كل من ثبت تورطه في “بيع البلاد” مقابل مناصب أو أموال.
وتابع أن هذه الاحتجاجات لم تكن مجرد صرخة غضب عابرة، بل تحولت إلى حركة ضغط دولية تهدف إلى فضح الأدوار الخفية في الصراع السوداني، مع تأكيد أن الحل يجب أن يولد من رحم إرادة الشعب.