الإثنين 23 يونيو 2025 09:44 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    علوم وتكنولوجيا

    متخصص يحذر من فبركة الحرب.. كيف يزوّر الذكاء الاصطناعي الحقيقة ويحرّض على دول عربية؟

    الذكاء الاصطناعي
    الذكاء الاصطناعي

    أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أداة فعالة تُستخدم في العديد من المجالات خاصة الإعلام. لكن في المقابل، ظهرت مخاطر كبيرة من سوء استخدام هذه التقنية، خاصة في مجال تضليل الرأي العام ومهاجمة دول بعينها وشن حملات ممنهجة ضد هذه الدول لخلق حالة تشكيك وبث معلومات مضللة بين الجمهور.

    خلال الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل انتشرت عدة صور وفيديوهات مفبركة وهو ما يعرف بـ(Deepfakes)

    تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج فيديوهات مزيفة لمسئولين، يظهرون فيها وهم يقولون أو يفعلون أمورًا لم تحدث أصلًا، بهدف نشر الذعر أو الشائعات، أو التحريض ضد دول أو رموز سياسية.

    في هذا السياق أكد محمد علاء المتخصص في مجال السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي، إنتشار مئات الأخبار والصور والتقارير والفيديوهات المزيفة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وإخراجها بمستوى احترافي حيث بدت وكأنها حقيقية جدًا، وانتشرت بشكل ملحوظ عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، كأنها من "مصادر موثوقة"، لتُضلّل الجمهور وتوجّههم نحو معلومات مغلوطة.

    وأوضح علاء، في تصريحات خاصة لـ"مصر وناسها" أن هذه التقنيات عادة ما تستخدم في خلق مشاهد درامية أو مرعبة بهدف إثارة مشاعر الخوف، أو لدفع الجمهور نحو مواقف معينة أو كراهية جهة أو دول ما، لدرجة أن بعض الفيديوهات المزيفة أظهرت تصريحات مفبركة لمسؤولين بهدف إشعال الفتنة،وتشويه صور الحكومات والدول مام الشعوب العربية والإسلامية، وإثارة الغضب الشعبي.

    وأشار أن أكثر الدول التي نالها نصيب من الفيديوهات المفركة الإمارات والسعودية ومصر والأردن، مثل الفيديو المفبرك الذي روج لإرسال دولة الإمارات مساعدات لإسرائيل وكانت مشاهد مركبة من مقاطع فيديو قديمة لمساعدات ضمن عملية الفارس الشهم والمساعدات لـ غزة وغيرها، باستخدام بعض أدوات الذكاء الاصطناعي، فضلا عن انتشار مقطع مزيف يدعي وقوع لقاء سري بين مسؤول سعودي بارز وشخصيات عسكرية إسرائيلية في قاعدة بجنوب المملكة، تم تركيب الفيديو باستخدام لقطات غير مرتبطة ببعضها ومؤثرات AI لإضافة أعلام أو لوجوه أشخاص على مشاهد واقعية، وتم تداول الفيديو بكثافة على مواقع ناطقة بالفارسية والعربية.

    ويشرح علاء قائلا" رصدنا مئات المقاطع المفبركة التي تم تنفيذها على أشهر أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Runway وChatGpt وGrock وفوتوشوب AI وغيرها، وللأسف خدعت الكثير من الجمهور وحققت انتشارا واسعا وأثارت الشك لدى البعض.

    وحذر المتخصص بالذكاء الاصطناعي، من الانخداع وراء كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي دون التأكد من مصدر النشر أو الرجوع إلى الجهات الرسمية والحكومية المعنية بالمعلومات، يقول " للأسف حتى بعض الجهات الإعلامية تكون ضحية لفخ الذكاء الاصطناعي بدون قصد خاصة في سيل الأخبار العاجلة الذي لا يهدأ خلال الصراع الحالي والتوترات في الشرق الأوسط".

    ويرى علاء أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة للتطوير، إلا أن استخدامه في التضليل الإعلامي وفبركة المحتوى يشكل خطرًا حقيقيًا على الوعي المجتمعي والأمن القومي، مؤكدا أن الوعي الرقمي ومتابعة المصادر الموثوقة وتطوير أدوات كشف المحتوى المزيف أصبح ضرورة ملحّة لحماية المجتمعات من هذا النوع من التلاعب.

    متخصص يحذر من فبركة الحرب.. كيف يزوّر الذكاء الاصطناعي الحقيقة ويحرّض على دول عربية؟