عقيلة دبيشي: مصر تمتلك قوة رادعة ومن الصعب تجاهل إسرائيل لتحذيراتها


علقت الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات، على الأحدث الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية، خاصة استهداف إسرائيل لقادة حركة حماس من خلال تنفيذ غارة جوية في العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت دبيشي، في تصريحات خاصة، إن هناك تحذيرات جدّية تلقّاها قادة مكتب "حماس" في الخارج بشأن محاولات إسرائيلية لاستهدافهم. وبناءً على ذلك، تم نقل وفد التفاوض مقره من قطر إلى تركيا منذ نحو شهرين بعد تصاعد التهديدات، بعضها وصل عبر معلومات استخبارية لتركيا وأطراف أخرى.
وأضافت: "لكن مع الوقت واجهت أنقرة صعوبة في تأمين القيادات المهدَّدة على أراضيها، ما دفعها لفتح تواصل مباشر مع القاهرة، حيث جرى الترتيب لنقل مؤقت لقيادة الحركة إلى مصر لحين تجاوز المخاوف الأمنية".
وأوضحت مدير المركز الفرنسي للدراسات، أنه مؤخرا انتقل أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي من بيروت إلى القاهرة بعد أن أصبحت الساحة اللبنانية مكشوفة بالكامل أمام إسرائيل، وبات تأمينه في بيروت أمرًا معقدًا للغاية، مشيرة إلى أن مصر وجّهت تحذيرات شديدة اللهجة لإسرائيل عبر قنوات رسمية بعدم المساس بأي من المتواجدين على أراضيها. وهذا كان أحد الأسباب غير المعلنة لتصاعد حدّة التوتر بين القاهرة وتل أبيب مؤخرًا.
وأكدت أن الخطوة المصرية تعكس إدراك القاهرة أنّها المعني الأول بما هو قادم من مخططات إسرائيلية، خصوصًا ملف التهجير، في وقت يغيب فيه موقف داعم بشكل فعلي وجاد، مشددة على أنه يجب التذكير أنّ مصر ليست فقط دولة محورية سياسيًا، بل تمتلك أيضًا قوة عسكرية وإقليمية رادعة، تجعل من الصعب تجاهل تحذيراتها أو القفز فوق دورها، فهي تظل الرقم الأصعب في معادلات الأمن الإقليمي والملفات الحساسة في المنطقة.
وتابعت: "إلى جانب ذلك، تمتلك القاهرة شبكة علاقات دولية متوازنة مع واشنطن وموسكو وأوروبا، ما يمنحها قدرة مضاعفة على الضغط والمناورة. ومن هنا فإن أي تحذير أو موقف مصري يكتسب وزنًا خاصًا ويُحسب له ألف حساب، لأنه يجمع بين الغطاء السياسي والدبلوماسي والدور العسكري الرادع".