تعرف على أسباب ألم المرضى في الليل ويقل في صباح

الشّعور بالألم عملية معقّدة جدًّا ومرهقة للإنسان على كافة المستويات، وتتوزع مستقبلات الألم الموجودة في مختلف أجزاء الجسم بطريقة غير متساوية، والتي تعد بدورها مسؤولة عن نقل الشعور بالألم إلى الجهاز العصبيّ المركزيّ لتحفيز الجسم على القيام برد فعل منعكس لحماية الجسم من مسببات الألم، كما لا يكون الألم بمعدل واحد على مدار اليوم إذ تزداد حدة الألم ليلا سواء كان الألم نفسيا أو جسديا، فلماذا يحدث ذلك، وهل هو مجرد شعور نفسي أم عضوي؟.

قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، بجامعة القاهرة لـ «الوطن»: تزداد حدة الألم ليلا وبشكل تصاعدي، ويرجع ذلك لسببين أحدهما عضوي والآخر نفسي، مشيرا إلى أنه: تتصاعد حدة الألم ليلا إلى أن تصل الألام إلى أقصى درجة مع الفجر، موضحا أن السبب يعود إلى تراجع مستوى الأندروفين الموجود في المخ، ووظيفته أنه المادة المخدرة للضغط العصبي وموجودة في المخ، وهى المادة المسؤولة عن إزالة الألم من الجسد.

متابعا: مع ساعات الفجر يقل مستوى الأندروفين في التراجع، والأندروفين هو المسؤول عن إزالة الألم من الجسد، وهذا هو الجانب العضوي في المسألة، كما أنه مع دخول الليل يزيد الضغط الناتج عن الخوف من الوحدة، لأن هؤلاء الأشخاص يكون لديهم مخاوف من التعرض لأزمات مرضية دون وجود الدعم والمساعدة لهم من المحيطين، مشيرا إلى أن ذلك ينطبق على الآلام النفسية والجسدية، مشيرا إلى أن كثير من الألام العضوية هي نفسية في الأساس.

وتابع: فنجد حالات من الأزمات القلبية والربو والسعال وغيرها تزيد ليلا، والجمعية الأمريكية للطب النفسي توصلت في دراسة إلى أن 60 بالمئة من الذين يدخلون العناية المركزة للقلب في الفترة المسائية هم مرضي نفسيين، و40 بالمئة من المترددين على عيادات القلب هم مرضى نفسيين.

وأوضح: أن الأعراض النفسية تزيد ليلا بسبب الشعور بالوحدة، ويتجمع إحساسهم بالمشاكل ويزيد معدل هرمون نور أدرينالين، وهو المتسبب في زيادة الانقباض في الأوعية الدموية في الجسم كله، ويتسبب ذلك في حدوث الصداع وجفاف الحلق وطبقة الصدر وخنقة الرقبة وألم في المعدة وشد في القولون ويزيد ضربات القلب وآلام في الظهر وتنميل في الأطراف.