أزمة سياسية بسبب قبلة على يد منيرة المهدية
نورهان حمدي مصر مصر وناسهاكانت الفنانة الكبيرة منيرة المهدية تحظى بمكانة كبيرة فى المجتمع المصرى ، وكما كانت أول مطربة فى العالم العربى لها جمهور من طبقة الحكام والشخصيات المرموقة من السياسيين والوزراء، وكانت تفخر بالعديد من الصداقات مع رؤساء الحكومات، ويجمع صالون منزلها وقاعة الاستقبال الملحقة بمسرحها كبار رجال الدولة المعروفين فى هذه الفترة من مطلع القرن الماضى.
وكان من بين المعجبين بمنيرة المهدية حسين باشا رشدى أحد رؤساء الحكومة فى العشرينات من القرن الماضى والذى كان كثيراً ما يعقد جلسات مجلس الوزراء فى منزل منيرة ويتخذ خلالها العديد من القرارات الهامة.
وكان الجميع يعرف مدى إعجاب حسين رشدى بالفنانة الكبيرة وهو ما استغله خصومه السياسيين للتخلص منه.
ولكن عندما قامت الحرب العالمية الأولى وقرر الانجليز عزل الخديوى عباس الذى كان موجوداً فى تركيا وقت وقوع الحرب، تولى حسين رشدى منصب قائمقام الخديوى، وعندما عزل الانجليز الخديوى وعينوا مكانه السلطان حسين كامل، أعاد اختيار حسين رشدى فى منصب رئيس الوزراء، فاستاء الناس لقبول رشدى للمنصب بعد عزل الخديوى، وتربص به خصومه السياسيين الذين اتهموه بالانحراف وانتقدوه أيضاً بسبب علاقته وحبه لمنيرة المهدية، ولكنه لم يلق بالاً لهذه الانتقادات.
اقرأ أيضاً
وقد تتابعت الأحداث السياسية خلال تلك الفترة وكان حسين رشدى صانعاً وشريكاً غفيها ولكنه خسر وقتها العديد من صداقاته سواء من المصريين أو الانجليز أو الملك فؤا الذى تولى الحكم بعد وفاة السلطان حسين كامل.
ووقتها قدمت منيرة المهدية أوبريت " توسكا" الذى حقق نجاحاً كبيراً ، وكان حسين رشدى ضمن الذين حضروا حفل الافتتاح، ولم يتمالك الرجل نفسه من شدة إعجابه بالأوبريت وبالمهدية، فصعد إلى المسرح بعد إسدال الستار وأمسك بيد منيرة المهدية وطبع عليها قبلة إعجاب وسط هتاف الجمهور وتصفيقه، ولكن فى اليوم التالى صدرت أحد الصحف تحمل عنوان :" رئيس وزراء مصر ينحنى ليطبع قبلة على يد مغنية"
وانتهز خصوم حسين رشدى هذا الحدث وتلك القبلة التى آثارت الضجة والانتقادات فى الهجوم عليه والتخلص منها، ولم يجد الباشا طريقة للهرب من هذا الهجوم سوى بالسفر إلى أوربا بعد أن ساءت حالته النفسية.