الخميس 9 مايو 2024 02:50 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    إقتصاد

    الوباء يدمر عقدا من التقدم الاجتماعي .. 44 مليون عاطل عن العمل

    مصر وناسها

    في غضون أسابيع، أقيم 700 مسكن خشبي قرب موقف للشاحنات على أطراف ساو باولو.

    "الاقتصادية" من الرياض

    بعد نحو ستة أشهر على اكتشاف أولى الإصابات بكوفيد - 19 في أمريكا اللاتينية، وصلت حصيلة الوفيات جراء الوباء إلى 250 ألفا وسط تفاقم الفقر واللامساواة، ما يهدد بتدمير عقد من التقدم الاجتماعي البطيء في المنطقة.
    وفي الأحياء المهمشة، ترافق تفشي الفيروس مع الحاجة الملحة إلى المال الناجمة عن الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها تدابير الإغلاق حيث وجدت آلاف العائلات نفسها أمام خيار صعب بين حماية نفسها من الفيروس من جهة ومحاولة كسب لقمة عيشها من جهة أخرى.
    ووفقا لـ"الفرنسية، فشلت عائلات كثيرة في تحقيق كلا الأمرين، في أسوأ الحالات، ومن بين سكان المنطقة البالغ عددهم 620 مليونا، أصيب 6.4 مليون بالفيروس.
    وتقول ميلينا مايا التي تعيش في منزل متواضع في هيليوبوليس، أحد أكبر الأحياء العشوائية (فافيلا) في مدينة ساو باولو البرازيلية حيث يقيم 200 ألف شخص، "بسبب هذا الوباء، بقيت دون عمل، تمر أيام دون أن نأكل".
    وعملت الأم العازبة البالغة 36 عاما عاملة تنظيف لكنها اليوم تعتمد على المساعدات التي تحصل عليها من منظمة غير حكومية لإطعام أطفالها الثلاثة.، مشيرة إلى أنها تعرف أشخاصا توفوا بكوفيد - 19 وكثيرين أصيبوا به.
    وأما بريسيلا توماس دا سيلفا، فاضطرت مع زوجها وأطفالهما الستة إلى مغادرة المنزل الذي كانوا يستأجرونه لبناء مسكن مؤقت من الخشب والبلاستيك في موقف للشاحنات على أطراف ساو باولو.
    وفي غضون بضعة أسابيع، أقيم نحو 700 مسكن من هذا النوع في الموقف، ليشكلوا حيا عشوائيا جديدا.
    عشرة أعوام إلى الوراء
    تضم أمريكا اللاتينية 9 في المائة من سكان العالم لكن نسبة الوفيات بكوفيد - 19 لديها بلغت 40 في المائة من عدد الوفيات المسجلة بالوباء في العالم خلال الشهرين الماضيين.
    وقال لويس فيليبي لوبيز-كالفا مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لأمريكا اللاتينية إن ذلك يظهر لنا مدى حجم تأثير الوباء في المنطقة، وما لم يتم القيام بخطوة سياسية فاعلة فيمكننا على المستوى الإقليمي الحديث عن تدهور لمدة تصل إلى عشرة أعوام في مستويات الفقر متعدد الأبعاد".
    ومع ارتفاع عدد الإصابات، تراجع عديد من الحكومات على غرار البيرو والأرجنتين وفنزويلا عن تخفيف تدابير العزل وتعهدت بدعم شرائح المجتمع الأكثر فقرا، رغم أن الدعم كثيرا ما كان ضئيلا أو فشل في الوصول إلى المجموعات الأكثر حاجة إليه.
    وسمحت تشيلي والبيرو للناس باستخدام مخصصات صناديق التقاعد، لمنحهم مساعدات فورية يحتاجون إليها بشكل ملح، لكن بعض الخبراء يحذرون من أن إجراءات كهذه قد تضعف أنظمة الحماية الاجتماعية الهشة أساسا.
    وقال لورينزو دي فيديا من حي "فيا 21" الشاسع في بوينس آيرس "يكشف الحجر والوباء عن حقائق عميقة إذ بات انعدام العدالة أكثر وضوحا، مع انخراط للسلطات غير كاف ولا منظم".
    وفي أنحاء المنطقة، أسس السكان مطابخ على مستويات محلية لمساعدة الأشخاص الأكثر تضررا، لكن الغضب يزداد بشكل واسع، إذ خرجت احتجاجات عنيفة في تشيلي قبل بضعة أسابيع شهدت إغلاق طرقات وعمليات نهب، بينما تظاهر سكان بوليفيا مطالبين الحكومة بإيجاد حلول.
    231 مليون فقير
    وتتوقع اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي أن تصل البطالة هذا العام إلى 13.5 في المائة، ما يعادل 44 مليون عاطل عن العمل، أي أكثر بـ18 مليون شخص عن العدد المسجل في كانون الثاني (يناير)، كما يتوقع أن ينكمش اقتصاد المنطقة 9 في المائة.
    وحذرت منظمة العمل العالمية من أن ثلثي الأشخاص إما خسروا وظائفهم تماما وإما خسروا ساعات عمل أو إيرادات، ونتيجة ذلك، أخرج الوباء 45 مليون شخص من الطبقة المتوسطة، وبات هناك حاليا 231 مليون فقير، أي ما يعادل 37 في المائة من السكان.
    وانكمش إجمالي الناتج الداخلي للبيرو، التي كانت تحقق نموا أعلى من المعدل في الأعوام الأخيرة، 17 في المائة، في وقت يتراجع عدد العائلات ذات الدخل المتوسط.
    وهذا ما حصل مع سارة باريديس وراؤول سيسنيروس اللذين تبخر دخلهما من يوم لآخر، حيث يقول سيسنيروس (46 عاما)، وهو مترجم ومدرس لغة "كيتشوا"، "مرت خمسة أشهر منذ أعطاني أحد نصا أترجمه".
    بدورها، لم تتمكن باريديس (45 عاما) من المشاركة في أي عرض مسرحي أو إعطاء دروس في كلية الفنون الجميلة في ليما، وبالتالي، لم يعد الزوجان قادرين على إطعام طفليهما.
    شروط مسبقة
    وإلى جانب الأزمتين الصحية والاقتصادية، شهدت المنطقة ارتفاعا في عدد الوفيات الناجمة عن أمراض قابلة للعلاج على غرار حمى الضنك، كما ازدادت حالات العنف المنزلي وترك مقاعد الدراسة.
    وفي دول على غرار جواتيمالا والسلفادور، اللتين تعتمدان بشكل كبير على التحويلات المالية، ارتفع منسوب عنف العصابات مجددا بعدما تراجع في الفترة التي ضرب فيها الفيروس المنطقة.
    وقال لوبيز-كالفا إنه كما أن الأكثر ضعفا أمام كوفيد - 19 هم الأشخاص الذين يعانون أمراضا أخرى، فإن الاقتصادات والمجتمعات الأكثر ضعفا أمام الوباء هي تلك التي كانت تعاني أمراضا أخرى.
    وأوضح أن الدول التي تعاني مستويات مرتفعة من عدم المساواة والسياسات والمؤسسات الحكومية غير الفاعلة وقلة الثقة بالمؤسسات وانعدام القدرة المالية كانت الأكثر تضررا من الوباء.
    وضغطت اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي على الحكومات لتوفير دخل أساسي ومساعدات غذائية للسكان خلال الأزمة.
    ودعت إلى إعفاء الشركات الصغيرة والمتوسطة من الديون لفترات محددة والسماح للدول ذات المداخيل المتوسطة خصوصا تلك الواقعة في منطقة الكاريبي بالوصول إلى المنظومة المالية بشروط تفضيلية

    بطالة إجتماعي إصابات كورونا إقتصاد مصر وناسها