الأحد 5 مايو 2024 11:13 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فن وثقافة

    آخرها كيرة والجن.. شاهد أفلام تناولت قصة سيد سيما أشهر مورد سيارات كلاسيك لصناع الفن

    مصر وناسها

    • سيد سيما: يوسف شاهين أول من تعاون مع والدي.. ومعظم سياراتنا تتعامل معاملة الآثار
    • اشترينا سيارة الزعيم الراحل أنور السادات والفنانين رشدي أباظة وعبدالسلام النابلسي
    • أدخلنا تعديلات كثيرة على سيارات فيلم "كيرة والجن" استغرقت 3 أعوام

    في فيلم "كيرة والجن" الذي حقق نجاحا كبيرا وتصدر شباك إيرادات عيد الأضحى الماضي، كان أحد أهم عناصر نجاحه هي السيارات الكلاسيك التي ظهرت ضمن الأحداث وتعبر عن الزمن الذي دارت فيه، وفقا لمخرج العمل مروان حامد، في لقاء تلفزيوني، وهذه السيارات استمدها صناع الفيلم من عائلة سيد سيما، أشهر العائلات التي تمتلك أكبر عدد من سيارات الكلاسيك في مصر.

    وتُعد عائلة سيد سيما، واحدة من أشهر العائلات التي تتعاون مع صناع الفن بالسينما والتليفزيون، فهي تمتلك أكبر عدد من الحناطير القديمة وسيارات الكلاسيك التي يصل عمر بعضها لأكثر من مائة عام، وأمدوا عددا هائلا من الأفلام والمسلسلات بهذه النوعية من السيارات بما يتناسب مع الفترة الزمنية التي تدور بها أحداث العمل الفني.

    عن بداية تعاون هذه العائلة مع صناع الفن، وأهم الأعمال التي شاركوا فيها وكواليس أخرى كثيرة، تحدثت "الشروق" مع الابن "أيمن سيما" الذي تفرغ منذ انتهاءه من دراسته الجامعية عام 2004، لمعاونة والده، والتواجد بأماكن التصوير برفقة سياراتهم الكلاسيك، والذي قال في بداية حديثه:
    "عشقت السيارات الكلاسيك منذ طفولتي وأنا أرى والدي يعيش في هذا العالم، الذي تعامل معه بمنطق الهاوي، وكان يفضل شراء السيارات القديمة المتهالكة، بدلا من شراء السيارات الجديدة، واحترف تصليحها وصيانتها، وأصبح معروفا في هذا المجال، ونجح في امتلاك أكبر عدد سيارات كلاسيك في مصر والوطن العربي".

    اقرأ أيضاً

    بدأت العائلة الدخول إلى عالم الفن عن طريق المخرج يوسف شاهين، حينما كان يتعاون مع صناع أفلام أجانب يصورون أفلامهم في مصر، واحتاجوا لنوعية معينة من السيارات، وعن هذه البداية يقول أيمن: "حينما سأل شاهين، أخبره الناس أن والدي لديه كل موديلات السيارات القديمة، وبالفعل تواصل معه وبدأ والدي الاحتراف وتوريد السيارات سواء للمسلسلات أو الأفلام، ويوسف شاهين هو من أطلق على والدي لقب سيد سيما".

    شق سيد سيما طريقه في عالم السينما، وأمداد عددا كبيرا من صناع الأعمال الفنية بالسيارات التي يريدونها، "منذ 18 عاما تقريبا وأنا أعاون والدي، خاصة أن التواجد في أماكن التصوير أصبح مرهقا للغاية له، فنحن نتواجد لأكثر من 20 ساعة يوميا، ووزعنا المهام بيننا فهو تفرغ لمهمة الإشراف على صيانة السيارات، وأنا أقوم بتوريد السيارات والتواجد في اللوكيشنات".

    لا يحب سيما الأب الإفصاح عن عدد السيارات التي تمتلكها، لكن سيما الابن أكد "أنه لا يوجد أحد لديه هذا العدد الكبير من سيارات الكلاسيك غيرنا، ولازلنا نسعى لشراء أي سيارة كلاسيك نجدها، ولدينا سيارات تعامل معاملة الآثار، ولا يمكن خروجها من مصر"، وتابع: "إذا رغبت أي جهة إنتاج خارج مصر التعاون معنا في عمل فني يقومون بتصويره، لا نستطيع إرسال سيارة لهم، فنحن لدينا حناطير ملكية منذ عام 1890، ولدينا سيارات يعود إنتاجها لعام 1908، كما أن لدينا سيارات لأشهر النجوم والشخصيات، مثل سيارة الراحل عبدالسلام النابلسي ذات الثلاث عجلات، وسيارة تعود ملكيتها للراحل رشدي أباظه، وبذل والدي مجهودا خارقا لشراء سيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واستخدمناها مرة واحدة فقط في فيلم "عمارة يعقوبيان"، وبعد هذا الفيلم رفض والدي خروج السيارة من الجراج مرة أخري، خوفا عليها، وقال إنه لن يخرجها إلا لعمل تدور أحداثه عن الزعيم الراحل، وما دون ذلك سيحتفظ بها، حتى لا يصيبها أي شيء".

    وعما إذا كانت العائلة قد أمنت على هذه السيارات، قال: "هذا الباب مغلق تماما بالنسبة لوالدي، إضافة إلى أن شركات التأمين لن تقدر قيمة هذه النوعية من السيارات، ولا تعي أهميتها، بخلاف الأفراد العاديين، فقديما كان والدي يشتري السيارات بأموال زهيدة للغاية، فكان الناس في الماضي يريدون التخلص من سياراتهم القديمة المتهالكة المركونة أسفل بيوتهم، لكن الآن أدرك الناس قيمة هذه السيارات، وأصبح هناك مغالاة شديدة جدا في ثمنها".

    وعن أهم المواقف والطرائف التي تعرض لها أثناء عمله بمجال الفن يقول أيمن: "هناك مواقف كثيرة بعضها طريف والآخر لا، وأذكر أنه حدث خلاف حاد جدا بيني وبين المخرج مجدي الهواري أثناء تصوير فيلم "العيال هربت" غندما استعانوا بسيارة كلاسيك من سياراتنا حملت اسم "عزة" في الفيلم، وغنى بطل العمل حمادة هلال لها ضمن الأحداث، وأبدى المخرج مجدي الهواري رغبته في إغراق السيارة بإحدى الترع لضرورة درامية بالفيلم، لكن رفضت تماما خوفا على السيارة، إضافة إلى أن هذا الأمر لم يكن متفقا عليه قبل التعاقد على تأجير السيارة، لكنه أصر، وأصبح الحكم الفيصل هنا هو والدي، الذي طالب جهة الإنتاج بمقابل مادي في حالة وقوع أضرار، ولكن لم أتحمل رؤية مشهد السيارة وهي تغرق في الماء، فلم يطاوعني قلبي، وتركت اللوكيش وغادرته، وللعلم فما تقاضاه والدي من أموال لتصليح السيارة لم تكف بالمرة وضاعفنا المبلغ تقريبا حتى تخرج بالشكل الذي نرضى عنه".

    وأضاف: "هناك مشهد آخر طريف في مسلسل "سمارة"، حيث فشل الفنان أحمد وفيق في قيادة السيارة الكلاسيك خاصة أن أحداث المسلسل تدور في بداية القرن الماضي، وفي أول مشهد له وهو يقودها، صدم باب السيارة في الحائط، وكان هناك مشهد المفروض أن يصطدم بسيارته بالفنانة غادة عبدالرازق، أثناء سيرها بالشارع، وكاد الموضوع أن يتحول لمشكلة كبيرة، بعد أن خشينا أن يصيب الفنانة بإصابات بالغة، فقمت بقيادة السيارة بدلا منه".

    وعن أهم وأبرز الأعمال التي وردوا السيارات لها، قال: "عن نفسي قمت بإمداد نحو 60 عملا فنيا أو يزيد بالسيارات الكلاسيك والحناطير منذ أن تفرغت لهذه المهمة وكان أول عمل فني لي بمسلسل "بنت من شبرا" بطولة الفنانة ليلى علوي، وإخراج جمال عبدالحميد، وتوالت الأعمال بعدها وكان آخرها فيلم "كيرة والجن" الذي أمددناه بـ10 سيارات وحناطير، جهزناها على مدار وقت طويل، حتى ننفذ كل ما طلبه المخرج مروان حامد تحت إشراف مهندس الديكور باسل حسام"

    وواصل: "كان مطلوبا منا سيارات وحناطير يعود تاريخها في الفترة من 1919 وما بعدها في بداية العشرينات، وكان مطلوب موديلات بعينها، تحتاج لصيانة ضرورية، ولعب الحظ دوره معنا، فقد استغرق تصوير الفيلم ثلاثة أعوام، وشهد توقفات كثيرة، كنا نحن أسعد الناس بهذا الوقت الطويل، حيث حصلنا على ما يكفينا من الوقت لتنفيذ كل طلبات المخرج مروان حامد، وقمنا بتدريب الفنانين أحمد عز وسيد رجب على قيادة هذه النوعية من السيارات، وهي مختلفة كثيرا عن السيارات الحديثة، لكنهم كانوا رائعين وتعلما بسهولة شديدة".

    ويؤكد أيمن سيما، أن الأمر مجزٍ ماديا، "فوالدي كان يؤمن أن السيارات التي يدفع فيها كل أمواله بداية من شرائها، وشراء كل قطع الغيار الخاصة بها، وصيانتها الدورية سيأتي اليوم لتعوض كل هذه الأموال، لكن مع انخفاض إنتاج أعداد المسلسلات والأفلام، إلى جانب أن معظم الأعمال التي يتم إنتاجها تدور أحداثها في الوقت الحالي، كان طبيعيا أن يقل عملنا بشكل كبير، فنحن مرتبطين بزمن معين، حتى نستطيع العمل، فلابد أن يكون العمل تاريخي أو تدور أحداثه في الماضي".

    وأخيرا عن الأعمال الجديدة التي يشاركون فيها قال أيمن سيما، إنه يوردون عددا من السيارات والحناطير لثلاثة أعمال هي مسلسل "الضاحك الباكي" الذي يحكي قصة حياة الفنان الراحل نجيب الريحاني، وهو بطولة عمرو عبدالجليل وإخراج محمد فاضل، كما انتهوا من العمل في فيلم "مطرح مطروح" الذي تدور أحداثه في الثلاثينات، وهومن بطولة محمود حميدة، مشيرا إلى استئناف العمل مؤخرا في فيلم "براءة ريا وسكينة" بعد فترة توقف طويلة جدا، وهو بطولة وفاء عامر وحورية فرغلي.

    كيرة والجن سيد سيما أشهر مورد سيارات كلاسيك