السبت 28 يونيو 2025 06:55 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    حوادث

    قصة أكبر عملية (انىَحار جماعي) في العصر الحديث.. 913 شخصاً انىَحروا في مكان ووقت واحد

    مصر وناسها

    في تاريخ 19 نوفمبر من عام 1978 حدثت أكبر عملية (انىَحار جماعي) في العصر الحديث، 913 شخصاً انىَحروا في مكان ووقت واحد، في ما يعرف بـ"جونز تاون" في ولايات المتحدة الامريكية

    بدأت القصة مع "جيم جونز" الذي أنشأ طائفة دينية بروتستانتية ودعا إلى نبذ العنصرية ورفع شعار المساواة بين البيض والسود والأغنياء والفقراء، كما قدم خطاباً في مواجهة العنصرية الشديدة تجاه السود في أميركا آنذاك.

    Image​​​​​​

    في البداية كان كنيسة جيم جونز كان لها نشاط خيري واسع، فأصبحت الطائفة بذلك ملجأ للسود والعجائز والمهمشين، ثم قرر "جيم جونز" الهجرة إلى دولة غيانا لإنشاء جنتهم الخاصة ومجتمعهم المنتج المكتفي بذاته.

    Image

    و"غيانا"دولة تقع على الساحل الشمالي الشرقي لأميركا الجنوبية،ودعا أتباعه للهجرة لإنشاء مجتمعهم المتساوي،الذي لن يسمعوا فيه كلمات عنصرية،ولن يروا فيه فروقات طبقية.

    لحق بجونز حوالي ألف من أتباعه.. وبدأوا في إنشاء البيوت والمخيمات في منتجع بين الأدغال أطلق عليه "معبد الشعوب". جونز كانت له ميول ماركسية -حسب تصريحاته-

    Image

    وكان على أيّ من الأتباع إذا أراد الانضمام إلى المجتمع الجديد أن يقوم بتسليم كل أمواله التي بحوزته ودفتر الشيكات وجواز سفر وإثباتات شخصيته على البوابة قبل الدخول..

    في البداية انتقلت إلى العالم صور السعادة والإخاء في منتجع جونز تاون أو "معبد الشعوب"،لكن بعد فترة تناقلت أخبار محدودة عن تعذىِب واحتجاز وحوادث اغىَصاب.

    وبعد تداول الأمر في الصحافة الأميركية زار عضو الكونغرس "ليو رايان" مع صحافيين ومصورين "جونز تاون" بغرض نقل الصورة الحقيقية عن حياة قرابة ألف مواطن أميركي

    Image

    أمر جونز أتباعه بلبس أفضل الملابس والرقص والظهور بمظهر السعادة، وإذا سألهم أي صحافي عن المكان أن يجيبوا أنه: مكان رائع ويعيشون فيه بسعادة، هكذا ببساطة أمرهم وهذا ما فعلوه.

    Image

    أثناء وجود عضو الكونغرس والصحافيين بدا كل شيء رائعاً والجميع سعداء، إلا إن أحد المقيمين في المعبد وضع ورقة في جيب صحافي، كُتب عليها "أنقذونا نحن محتجزون هنا"..

    بدأ عضو الكونغرس والصحافيين لقاءات واستجوابات فردية مع كثير من المقيمين، فتبين أن الوضع كارثي، وأن جونز يستعين بأتباع مخلصين مدججين بالسلاح لحراسة المعبد وإجبار المقيمين على أفعال معينة، وأن الوضع الصحي سيئ جداً.

    وبعد حصار "جونز" بالأسئلة من قبل الصحافيين، سمح لمن أطلق عليهم بـ"الجاحدين" بمغادرة "جونز تاون".. وطلب من الصحافة تركه وبقية أتباعه لشأنهم، وبعد وصول حوالي 16 "جاحداً" بصحبة عضو الكونغرس إلى مهبط الطائرات للعودة لأميركا.

    أرسل "جونز" مجموعة مىىىلحة أمطرتهم بالرصاص، مات عضو الكونغرس وصحافيين ومصور وبعض المغادرين، واستطاع عدد قليل الهرب إلى قرية مجاورة.

    بعدها دعا "جيم جونز" كل أتباعه إلى اجتماع طارئ، وجمع 913 شخصاً في مكان واحد، وخطب فيهم على وقع الموسيقى بكلمات حماسية، وطلب منهم المىوت، وقال: ليكن "انىَحاراً ثورياً".. الاشتراكيون لا يخافون من المىوت، الأعداء متربصون بنا في كل مكان

    بدأ الأمر بحقن 260 طفلاً بمادة السيانيد ولم يبق أمام الكبار أمل ولا طريق، وأطفالهم ماىَوا أمام أعينهم، استجاب الجميع لشرب الىىىمّ، ولم يقاوموا. ماىَوا جميعاً، عدا اثنين استطاعا الهرب، وكان العدد الإجمالي 913 منىَحراً وقىَيلاً.

    Image

    استجاب الجميع لشرب "الىىىمّ"،ولم يقاوموا.

    ماىَوا جميعاً،عدا اثنين استطاعا الهرب،ولكن العدد الإجمالي 913منتحراً وقتيلاً"

    صباح 19 نوفمبر 1978 وجدت الشرطة كمّاً هائلاً من الجىًث، وبجوارها كميات كبيرة من السيانيد، وجيم جونز ميت جراء رصاصة اخترقت رأسه. كان صباحاً مفجعاً، نموذج لنهاية شخص قاتل، مهووس، مسيطر، وأتباعٍ عاجزين لم يستطيعوا التخلص من قيد السيطرة النفسية والفكرية.

    Image