هل تقترب أسعار الذهب من 4 آلاف دولار؟.. خبير يجيب

سجلت أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة في مايو 2025، مدفوعةً باضطرابات الأسواق العالمية والتحولات في توجهات البنوك المركزية الكبرى.

ومع توقّعات مؤسسات مالية عالمية عريقة مثل “جي بي مورجان” و”جولدمان ساكس” بأن يواصل الذهب ارتفاعه ليلامس وحتى يتجاوز حاجز الـ 3,700 دولار وصولاً إلى 4,000 دولار للأوقية، فلابد أن نتسائل إلى أين يتجه المعدن الأصفر وسط هذا الإعصار الاقتصادي المتزايد؟.

وإجابة على هذا السؤال قال محمود جمال سعيد، الباحث الاقتصادي في الشأن الدولي، إن صعود الذهب الأخير مدفوعٌ بحزمة من العوامل المتشابكة التي تُعزز جاذبيته كملاذ آمن في ظل المشهد العالمي الراهن.

وقال سعيد، في تصريح لـ"شبكة رؤية الإخبارية"، إن الذهب يُنظر إليه تقليديًا كملاذ آمن في أوقات الاضطراب، ويبدو أن هذا الدور يتعاظم بشكل غير مسبوق في عام 2025، فالحرب المستمرة في أوكرانيا، وتواصل التوترات بالشرق الأوسط، فضلاً عن التصعيد التجاري الأخير بين واشنطن وبكين، كلها عوامل دفعت بالمستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر والتوجه نحو المعدن النفيس.

وأضاف سعيد أنه رغم المؤشرات الاقتصادية المتباينة، حافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على معدلات الفائدة بين 4.25% و4.50%، ومع تباطؤ التضخم، لا توجد إشارات قوية على رفع وشيك للفائدة، مما يُقلص من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، ويجعله أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن بدائل استثمارية في بيئة أسعار فائدة مستقرة أو متراجعة عالميًا.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن مؤشر الدولار قد تراجع إلى أدنى مستوياته منذ 12 شهرًا، مدفوعًا بتخفيض التصنيف الائتماني من وكالة “موديز”. وبما أن الذهب يُتداول بالدولار الأمريكي، فإن انخفاض قيمة العملة الأمريكية يعزز جاذبية المعدن لدى المستثمرين من خارج الولايات المتحدة، مما يجعل شرائه أقل تكلفة بالعملات الأخرى، وبالتالي يزيد من الطلب عليه عالميًا.

وأوضح ، أن البنوك المركزية العالمية، وخاصة في الأسواق الناشئة، تستمر في تعزيز احتياطياتها من الذهب بوتيرة لافتة. وأشار إلى أن التوقعات تُشير إلى شراء نحو 900 طن متري من الذهب هذا العام، وهي وتيرة لم تشهدها الأسواق منذ عقود. هذا الطلب المؤسسي الكبير يأتي في إطار جهود هذه البنوك لتنويع احتياطياتها وتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي، في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي، مما يُعد عاملاً رئيسياً في دعم الأسعار.

وأشار إلى احتمال وصول الأسعار إلى 3,950 دولارًا إذا ما تفاقمت المخاطر الجيوسياسية على الصعيد العالمي بشكل أكبر، مما يعكس نظرة صعودية قوية في ظل هذه الظروف.

وتعقيبا على ارتفاع اسعار الذهب في مصر، قال إن هذا الارتفاع يعكس التأثر القوي للسوق المحلي بالأسعار العالمية، بالإضافة إلى تأثير ضعف الجنيه المصري أمام الدولار، مما يزيد من تكلفة اقتناء الذهب للمستهلكين المحليين.