الجمعة 1 نوفمبر 2024 02:59 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    أخبار

    ”خمسة قرون بدون صلاة!” .. المسجد الذي لم يصلي فيه احد منذ بنائه

    مسجد خاير بك
    مسجد خاير بك

    مسجد تاريجي يوجد في شارع باب الوزير بالدرب الأحمر بمحافظة القاهرة ، مصر ، تم اكتشاف جوهرة معمارية تسمى مجموعة " الخربكية" (مجموعة خاير بك) ، والتي تتكون من مسجد مستطيل الشكل من ثلاثة طوابق مع مآذن تقف على قاعدة مربعة ، يدور حولهما من الداخل سلمان بلهما شكل حلزوني بحيث يلتقيان في الطابق الثالث فقط، أما القبة فهي مزينة بنوافذ رأسية على جميع الجدران من الداخل ، بينما الجدران الخارجية مغطاة بأقبية حجرية مصقولة.

    لكن هذا المسجد يقع في جماعة الخربكية العرقية ، ورغم كونه تحفة معمارية تاريخية ، إلا أنه لم يسبق له أن صلى هناك ، فما قصة هذا المسجد؟

    من يكون خاير بك؟

    وفقًا للسجلات التاريخية ، كان الأمير خاير بك بن ملباي آلمحمودي أحد أمراء المماليك الشركسيين وأول حاكم لمصر بعد الدولة العثمانية.

    ولد الوالي في بلدة سامسوم بولاية جورجيا ، وأخذه والده إلى السلطان قايتباي وأصبح أحد مماليكه ، ولكن لأنه كان يطمح إلى أن يكون في السلطة ،اعتبر نفسه أعلى من جميع المماليك الموجودين ، فقد كان يري نفسه أسمى من المماليك الآخرين ، وهذا لأنه معروف النسب عكس معظم المماليك الذين تم شراؤهم من سوق العبيد.

    واصل خاير بك ترقيته حتى أصبح حاجب في بداية سلطنة الغوري الذي عينه ممثلاً عن حلب وتولى هذا المنصب حتى عام 922 هـ ، حيث بدأ (السلطان سليم الأول) فتح بلاد الشام ، وولاه الغوري قيادة جيش المماليك ، وكان السلطان سليم قد وعده بحكم مصر ، فعندما اشتد الهجوم العثماني ، سحب خاير بك جنوده ، وكان هو قائد قوات الميمنة .

    وأذاع شائعات بأن غوري سلطان قتل ذات مرة ، وأدى ذلك إلى اختلالات وارتكابات في الجيش ، فكان خاير بك أول من هرب من المعركة ، فقام بخلع زي المماليك ، ثم ارتدى الزي العثماني ، وقاتل إلى جانبهم، مما ادي إلي انهزام قوات الغوري ، وتولت الإمبراطورية العثمانية حكم مصر لأربعة قرون كاملة.

    وتم القبض على آخر ملوك الأسرة المملوكية ، طومان باي ، وقتل ، وأصبح خاير بك أول حاكم لمصر في الدولة العثمانية مكافأة له على خيانته ، وقد أطلق عليه المصريون لقب " خائن بك" وهو ما كان يناديه به أيضًا السلطان العثماني سليم.

    وكان المصريون يكرهون خاير بك لظلمه ، لذلك اتسم حكمه بالقسوة والعنف ، وتدهورت الأوضاع في البلاد ، ووصلت عمليات القتل في عهده إلى الأطفال.

    وذكر ابن إياس في كتابه " بدائع الزهور" أنه محبا للدماء قوي وعنيد قتل العديد من الأشخاص ، وابتكر طريقة لقتله ، وسميت هذه الطريقة بـ " شك الباذنجان" قتله عن طريق إدخال عصا في ضلوعه ، وغالبًا ما كان في حالة سكر وفقد عقله ، وخلال هذه الحالة يقدم الناس للمحاكمة.

    لم يصلي في المسجد

    قال ابن إياس في كتابه " بدائع الزهور في وقائع الدهور" إنه لما تغير المرض عليه واشتد خطره سقط في الفراش وأصيب بالشلل التام ، وأصيب بثلاثة أمراض أخرى ، وتحير الطبيب في إيجاد علاج له.

    ظن الحاكم المتمرد أنه يمكن علاجه بإنفاق المال ، فكان يصرف من أجل أن يشفي المرض تبرعات خيرية لأبناء المدارس ويمنحهم المال ، وأضاف ابن إياس: كان يستخدم ماله في شراء الدعاء.

    ولما تفاقم عليه المرض أطلق سراح جواريه ومماليكه ، وأفرج عن كل من سجن عدوانا وظلما ، ووزع الحبوب و ما في الصوامع على المحتاجين والفقراء ، فأخرج 10 آلاف أردب من الغلال لتوزيعها علي من يحتاج وقام ببناء مسجد كبير وهو المسجد الذي يعرف بإسمه.

    وبحسب ابن إياس فإن أحوال الناس في عهده في أيام مرضه كانت أفضل الأيام ، فاجتهد في تحقيق العدل للناس والفقراء ، ولم يتقرب الي الله إلا في حال مرضه هذا.

    وتقول السجلات التاريخية إنه بعد وفاته عام 1522م لم تُقرأ عليه سورة الفاتحه بسبب غلبة الظلم في زمانه ، وانتشرت روايات كثيرة بعد وفاته تبين أن الناس سمعوه في القبر في الليل يبكي ويصرخ حتى ضجو منه وأحدثوا جلبة كبيرة حوله.

    أما مسجده فقد يأتي من سخرية القدر وعدالة السماء ، أن المهندس الذي بنى مسجده أخطأ في اتجاه العبادة ، ولذالك فإن المسلمين لم يصلوا فيه أبدا منذ بنائه منذ 5 قرون.

    هل سمعت بقصة هذا المسجد وصاحبه من قبل ؟!!

    مسجد خاير بك مسجد خاير بيك الخربكية مجموعة خاير بك شارع باب الوزير بالدرب الأحمر محافظة القاهرة مصروناسها