السبت 11 مايو 2024 12:30 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    محافظات

    مات والقرية كلها حضرت عزاه..«المرحوم محمد» يعود والجيران خايفين..تفاصيل

    المرحوم محمد
    المرحوم محمد

    يضع فوق رأسه وشاحًا أبيض ويختفي وراءه، يتعمد الخروج ليلًا وكأنه خفاش، وانقطعت أخباره وسيرته منذ 3 سنوات، فأصبح يُلحق باسمه «الله يرحمه» أو «المرحوم».. هكذا يعيش عم «محمد» صاحب الـ 55 عامًا، حياة المتوفين على سطح الأرض، بعد أن استخرجت زوجته وأهله شهادة وفاة له، بعد تغيبه عن المنزل لسنوات طويلة، خوفًا من بطش شقيقه وخبث زوجة أخيه اللذان رغبا في سجنه وإخراجه من منزل العائلة.

    قلب أخويا عليا حجر

    محمد محمود، من أبناء قرية أم حكيم بمركز شبراخيت التابعة بمحافظة البحيرة، يعيش في مأساة كبيرة منذ 3 سنوات، وبدأت حكايته منذ أن ضاق به الحال وتعرض لأزمات مالية متعددة: «كنت شغال عامل نظافة وأي راتب كان مراتي بتاخده كله في إيدها وهي اللي بتديني مصروفي بمشي به وأمي كان لها فلوس ومعرفتش أسددها وراحت خدت عليا إيصال أمانة على بياض عشان تضمن أن الفلوس هترجع لها تاني، وراح أخويا ومراته سرقوا الإيصال من أمي وراح أخويا قبل ما يموت اشتكاني به وكتب في الإيصال مبلغ نص مليون وبدأوا يهددوني خوفت وجريت على القاهرة وسيبت حالي وحياتي هنا عشان خايف منهم وأنا راجل ماليش في المشاكل وخايف اتسجن»، بحسب ما قاله «محمد».

    عفريت المرحوم محمد

    عاش «محمد» حياة الهاربين داخل شوارع مدينة القاهرة، خوفًا من شقيقه وزوجته، وبعد غياب طال لسنوات طويلة، حررت زوجته محضرًا بتغيب زوجها ثم استخرجت شهادة وفاة له، حتى تستطيع أن تحصل على معاش شهري لها ولأولادها: «مراتي ما صدقت أني مش باجي وراحت طلعت شهادة الوفاة وقبضت الخارجة بتاعتي نسيبي خد منهم 8 ألاف جنيه والباقي خده حمايا وبكده قسموا الفلوس على بعض»، وفقاً لما رواه «محمد».

    ويقول إنه لم يتبقى من سيرة بالمنزل وداخل القرية سوى اسمه «المرحوم محمد الله يرحمه» ويحكي: «كنت شغال في القاهرة أي حاجة تيجي قدامي كنت بشتغلها كناس ولا بشيل الزبالة عشان أخد أجرة يومية تأكلني وتشربني ومكنتش بكلم أهلي ولا ولادي خالص ولا مراتي وكنت منقطع عنهم عشان خايف لحد فيهم يروح يقول لأمي أني عايش وتشتكيني وده سوء تصرف مني وقلة حيلة».

    اللقاء نصيب

    وفي أحد الأيام، انتاب «محمد» اليأس والإحباط وهرع إلى مقام السيد البدوي في مدينة طنطا، ودعا الله أن يفرج كربه فقد اشتاق إلى حياته القديمة وحضن أبنائه ودفء أسرته: «روحت عشان ادعي ربنا هناك وواحد جاري شافني هناك وأنا قاعد بعيط قدام المقام وقالي إيه ده أنت عايش ده إحنا طلعنا لك شهادة وفاة وأهل القرية كلها حضرت عزاك».

    صدمة حقيقة شعر بها عم «محمد» وعاد إلى قريته مرة أخرى، وخاف منه الجميع وتحاشوه، بل ولقب في قريته بـ«العفريت»: «الناس بقت تخاف وتقول لي أنت إزاي عايش أنت أكيد عفريت محمد مش أنت».

    أقرأ أيضاً..عاجل.. خطوات حصول كبار السن وأصحاب الأمراض على لقاح كورونا

    حضن أمي

    «اترميت في حضن أمي ومراتي وولادي وزعلوا مني وفهمتهم أني خايف من اللي أخويا كان عايز يعملوا ويسجني فهربت غصب عني»، وبحسب «محمد» زار أحد المحامين لتعديل وضعه وإسقاط شهادة الوفاة واستخراج بطاقة شخصية جديدة: «قال لي عايز 10 آلاف جنيه وارجع امسحك من تاني في السجلات الحكومية ويبقى لك بطاقة بس أنا مش معايا أصلا، ومعرفش أعمل إيه أنا عايز أرجع لحياتي تاني وعايز اشتغل واصرف على نفسي وامشي وسط الناس وهما مش خايفيين مني».

    لمزيد من تفاصيل تابعنا هنا

    المرحوم محمد البحيرة أخبار البحيرةوفاة أب معاناة العودة بعد الموت العوده من الموت مصروناسها