الإثنين 13 مايو 2024 12:17 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فتوي و دين

    ”الناس اتجننت” الخالة والضره زوجة لرجل واحد.. فما رأي علماء الدين في ذلك؟

    سئل احد المواطنين هل يجوز زواجي من بنت اخت زوجتي ، وهي لا تمانع الزواج.

    ما من خير‮ ‬وضعه الله عز وجل في‮ ‬هذه الأرض إلا وأصله ومادته من العلم، وما من شر‮ ‬إلا وأصله ومادته ومنبته من الجهل، ولذلك رفع الله بالعلم العلماء ووضع بالجهل الجهلاء وقد جعل الله لأهل العلم من الخير والفضل في‮ ‬الدنيا والآخرة ما لا‮ ‬يخفى، فالعلم فضله‮ ‬يدل العقل عليه، والجهل‮ ‬يكفي‮ ‬في‮ ‬بيان ذمّه أن الجاهل‮ ‬يتبرأ منه، ويكفي‮ ‬في‮ ‬فضل العلم أن‮ ‬يلتمسه حتى أهل الجهالة‮».‬

    ومن الأحاديث النبوية في فضل العلم والعلماء، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‮: «‬من سلك‮ ‬طريقا‮ً ‬يطلب‮ ‬فيه‮ ‬علماً سلك اللّه‮ ‬به طريقاً من طرق‮ ‬الجنّة‮»‬، «وإنّ‮ ‬الملائكة‮ ‬لتضع‮ ‬أجنحتها رضى لطالب‮ ‬العلم، وإنّ‮ ‬العالم‮ ‬ليستغفر‮ ‬له من في‮ ‬السماوات‮ ‬ومن في‮ ‬الأرض، والحيتان‮ ‬في‮ ‬جوف‮ ‬الماء‮. ‬وإنّ‮ ‬فضل‮ ‬العالم‮ ‬على العابد‮ ‬كفضل‮ ‬القمر‮ ‬ليلة‮ ‬البدر‮ ‬على سائر‮ ‬الكواكب‮. ‬وإنّ‮ ‬العلماء‮ ‬ورثة‮ ‬الأنبياء، وإنّ‮ ‬الأنبياء‮ ‬لم‮ ‬يورّثوا ديناراً ولا درهما‮ً». (‬وصدق من لا‮ ‬ينطق عن الهوى‮..).‬

    وقد قال الإمام الذهبي‮ ‬بعد ذكره لطائفة من العلماء‮: «‬وما أوتوا من العلم إلا قليلا، وأما اليوم فما بقي‮ ‬من العلوم القليلة إلا القليل‮» ‬وإذا كان هذا في‮ ‬العصر الذهبي‮ ‬فما بالك بزمننا هذا؟ فإنه كلما بعد الزمان عن عهد النبوة قل العلم، وكثر الجهل، فإن الصحابة رضي‮ ‬الله عنهم كانوا أعلم هذه الأمة، ثم التابعين، ثم تابعيهم، وهم خير القرون كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‮: «‬خير الناس قرني، ثم الذين‮ ‬يلونهم، ثم‮ الذين ‬يلونهم، ثم‮ ‬يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم‮ ‬يمينه، ويمينه شهادته‮».‬

    وما قيل عن العلماء وفضلهم كثير‮. ‬فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‮: «‬العلماء مصابيح الأرض‮، وخلفاء الأنبياء‮، وورثتي‮ ‬وورثة الأنبياء».‬

    وروى عثمان بن عفان رضي‮ ‬الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‮: «‬يشفع‮ ‬يوم‮ ‬القيامة‮ ‬ثلاثة‮: ‬الأنبياء‮ ‬ثمّ‮ ‬العلماء‮، ثمّ‮ ‬الشّهداء‮».‬

    وعن أنس بن مالك رضي‮ ‬الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‮: «‬العلماء‮ ‬أمناء‮ ‬الرسل‮ ‬على عباد الله‮».‬

    وروي‮ ‬عن عبدالله بن مسعود رضي‮ ‬الله عنه‮ «‬العلماء‮ ‬قادة‮، والمتّقون‮ ‬سادة‮، ومجالستهم زيادة‮».‬

    وقد ورد سؤال إلي دار الافتاء المصرية من أحد الأشخاص يقول رجل متزوج بزوجة ويريد التزوج ببنت أخت هذه الزوجة التي لا تزال على عصمته للآن، وأن زوجته هذه موافقة على هذا الزواج. وطلب السائل الحكم الشرعي في هذا الموضوع؟

    وقد ردت دار الافتاء علي السائل بهذه الإجابة :

    إن الله سبحانه وتعالى بيَّن المحرمات من النساء في الآية رقم [23] من سورة النساء وجاء في ختامها: ﴿وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ...﴾، وقد سرى حكم تحريم الجمع بين الأختين بهذا النص إلى كل امرأتين أيتهما فرضت مذكرًا حرمت الأخرى عليه بعلة قطيعة الرحم سواء كان في النسب أو الرضاع، وقد بيَّن هذا الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا، وَلَا الْمَرْأَةُ عَلَى ابْنَةِ أَخِيهَا، وَلَا عَلَى ابْنَةِ أُخْتِهَا» رواه أحمد، وفي رواية الطبراني في "الكبير": وقال: «إِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ قَطَعْتُمْ أَرْحَامَكُمْ».

    وعلى هذا: فإنه يحرم على السائل شرعًا أن يعقد زواجه ببنت أخت زوجته التي على عصمته طالما بقيت الزوجية قائمةً بينهما حرمةً مؤقتةً تزول بانتهاء الزوجية بخالتها؛ امتثالًا للنصوص الشرعية المشار إليها، وحفاظًا على صلة الرحم بين الزوجة الحالية وبنت أختها، ولا اعتبار لرضا هذه الزوجة؛ لأن التحريم مستفاد من قِبَل الشارع سبحانه وتعالى فلا يُحِل الرضا ما حرم الله ورسوله. وبهذا علم الجواب إذا كان الحال كما ورد بالسؤال.

    والله سبحانه وتعالى أعلم.

    وفي النهاية لا ننسي الصلاة والسلام علي خير خلق الله سيدنا محمد علية الصلاة والسلام.

    زواج الزواج من بنت اخت زوجتي دار الإفتاء العلماء يجوز مصروناسها