الإثنين 6 مايو 2024 11:41 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فن وثقافة

    عودة حمزة نمرة.. هل تشكل إضافة إلى الساحة الغنائية؟

    مصر وناسها

    أعلن المغني حمزة نمرة، منذ أيام، عودته إلى مصر، عبر منشور على صفحته الرسمية، وتحديداً في مدينة الإسكندرية، مرفق معه صورة لحمزة وهو أمام البحر، ولقى المنشور ردود فعل كثيفة متباينة، بين مرحبٍ بهذه العودة ومهاجمٍ لها.

    كان تمهيد حمزة ومحاولاته العودة إلى مصر بدأت منذ فترة، حيث فوجئ جمهوره بحوار حصري منشور في جريدة اليوم السابع في شهر ديسمبر عام 2020، تحت عنوان "حوار البراءة"، وصرح فيه "لا علاقة لى بالإخوان وأرفض إذاعة أغنياتى على قنواتهم.. لا أتعرض لأى مضايقات أمنية فى مصر"، كما ذكر أنه غير ممنوع من دخول مصر ويأتي على فترات متباعدة ولكن يعود بسرعة إلى لندن بسبب عمله.

    قرر حمزة مغادرة مصر عام 2014، وفي نفس العام أصدر عدد من الأغاني التي حملت طابعاً حزيناً وسوداوياً للغاية، تحدث فيه عن القهر والظلم والغربة، في ألبوم بعنوان "اسمعني"، وكان من انتاج شركة "Awakening Music" وهي ذاتها الشركة التي انتجت أغاني لماهر زين وسامي يوسف وعدد من المطربين المتخصصين في الغناء الديني، وذاتها التي بدأ معاها أولى أغنياته، كل هذه المؤشرات وضعت حمزة في خانة معينة، بل وهاجمه كثير من مذيعي التوك شو في مصر.

    لكن حمزة نفى أكثر من مرة انتماءه لأي تيار سياسي أو ديني، كما شارك مؤخرا في موسم الرياض الفني، ضمن عدد كبير من المطربين والفنانين المصريين، وغرد عبر تويتر "مشاعر جياشة من الحنين إلى المكان الذي عشت فيه طفولتي"، كما أنه انتج آخر أعماله بنفسه ولم يعد يتعاون مع الشركة المذكورة سابقاً.

    اقرأ أيضاً

    علق الناقد الفني أمجد جمال على تجربة حمزة الغنائية لـ "الشروق": "هو فنان مهم ومختلف وإضافة للوسط الغنائي، وأعماله تلاقى صدى لدى الجمهور لأنه يقدم شئ مختلف، ولكن كان لدي بعض التحفظات القديمة عليه، وهو ابتعاده الشديد عن مواضيع الحب والرومانسية بشكل مريب، وكأنه مقاطع للأغاني الرومانسية، وهذا كان يصنع بعض الريبة حول هذا الشخص وتوجهاته، لأن أغاني الحب هي الشائع بالإضافة إلى الأنواع الأخرى".

    وأضاف: "لكن في الألبوم الأخير تغير هذا الخط تقريباً، حيث تنوعت الأغاني المقدمة، وقدم أغاني حب لأول مرة تقريباً، وأعجبت بهذا التغيير لأنه واضح أنه بدأ يراجع نفسه واتمنى أن يستمر في هذا التنوع، إنه يقدم أغاني وطنية واجتماعية وغيرها، والحب جزء من هذه المواضيع وليس حرام، وعودته إضافة بالتأكيد للوسط الموسيقي لأنه يقدم شيئا مختلف ولديه مشروع واضح".

    بدأ حمزة تجربته الغنائية منذ سنوات، قبل ثورة 25 يناير بفترة قصيرة، تحديداً بأغنية "احلم معايا" عام 2009، ثم لمع اسمه واشتهر أكثر مع موجة الثورة، والتي قدم في عامها ألبوماً بعنوان "انسان"، واتسمت أغنياته الأولى بالبحث عن الأمل، بالإضافة إلى ابتعاده عن المضامين المشهورة في الأغاني المصرية، وتحديداً المضمون العاطفي والرومانسي، وتركيزه على أفكار الغربة والوطن والسلبيات التي تواجه الشباب في حياتهم، وهكذا.

    في نفس السياق، قال الناقد الموسيقي محمد شميس لـ "الشروق: "حمزة فنان مهم وله جمهوره والشكل الخاص الذي يغني به، وسفره لم يؤثر على مسيرته الغنائية تأثيراً كبيراً، لأنه كان يتعاون على سبيل المثل مع عمر طاهر رغم تواجده خارج مصر، التكنولوجيا سهلت التواصل، ولكن بالتأكيد تواجده سوف يؤثر على الساحة الغنائية ويضيف إليها تنوع، واتمنى أن تستعيد مصر مكانتها مرة أخرى وتسعى نحو هذا التوع، لأني أشعر بالغيرة الشديدة عند مشاهدة هذا التنوع بداية من المهرجانات مروراً بمطربي الراب وغيرهم وعمرو دياب ومغني البوب، جميعهم مصريين، في مهرجانات عربية وتحديداً في الرياض".

    وأشاد شميس بتجربة حمزة الغنائية، حيث قال: "هو مغني بوب، ولكنه من القلائل الذين يستطيعوا عمل ألبوم غنائي بمفهومه الصحيح، لأن غالبية الألبومات في مصر أقرب إلى شكل الكوكتيلات، لكن ما يفعله حمزة هو مضمون الألبوم، بمعنى أن الأغاني التي يقدمها تكون مترابطة على مستوى المواضيع أو الألحان، وهذا نابع من كونه ملحن ويشارك في التوزيعات الموسيقية أيضاً في أحياناً كثيرة، ونجد هذه النقطة عند عمرو دياب، يستطيع خلق ربط بين الأغاني بتوزيعات موسيقية معينة".

    في ألبوم حمزة الأخير، مولود سنة 80، استطاع توحيد مفهوم الألبوم ومضمونه من خلال توظيف موسيقى الثمانينيات في الأغاني بروح عصرية، على حد قول شميس، وحقق الألبوم نجاحاً كبيراً ومشاهدات جيدة.

    وأضاف: "كلما كان الفنان مثقف زاد اطلاعه على احتياجات مجتمعه وقدم مضمون أكثر عمقاً، وحمزة موهوب بالإضافة إلى المذاكرة، ومن الأشياء التي تميزه أنه يقدم محتوى نخبويا -إلى حد ما- ولكن يستطيع أن يصل به إلى شرائح واسعة من الجمهور، ويحقق مشاهدات عالية ونجاحات جماهيرية، وينافس الأغاني التي يقدمها حماقي وتامر حسني، لأنه غير منعزل على مجموعة بعينها".

    في أول مقال كتبه شميس عن حمزة منذ سنوات انتقده بشدة، بسبب ألبومه الصادر عام 2014، لأنه كان ألبوماً سوداوياً ويصور مصر كأن الجميع يريد الهجرة منها، وقال: "أشعر بالندم حالياً على هذا المقال لأني ضد تصنيف الفنان تصنيفات سياسية، وأتمنى تقييم الفنان وفق مضمون تجربته الفنية وليس تأويلات للمضمون، يمكن التعامل مع مطربي الراب من هذا المنظور إلى حد ما لأنهم يعبروا عن تجاربهم الشخصية بشكل مباشر في أغانيهم، لذلك يمكن النظر إلى الذاتية المقدمة في أعمالهم، ولكن يصعب تطبيق ذات الطريقة على الفنانين كافة".

    حمزة نمرة عودة حمزة نمرة اخبار الفن