الإثنين 29 أبريل 2024 05:38 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    سياسة

    كشف سر خيانة الاتحاد السوفيتي لمصر في «حرب أكتوبر»

    مصر وناسها

    كان كتاب «البحث عن الذات» الذي سرد فيه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أسرار خطيرة حول السياسات الدولية خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣م، واشتراك أمريكا في الحرب لنجدة إسرائيل سواء بالمساعدات العسكرية أو المادية وغيرها، لاسيما بعد اتضح له أن القمر الصناعي الأمريكي الذي كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة، أخبرهم بنقل الفرقة المدرعة ٢١ من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية بهدف محاولة تخفيف الضغط على "سوريا" كما طلب و ألح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

    تراجع الاتحاد السوفيتي عن مساعدة الجيش المصري
    كشف ذلك الموقف للرئيس الراحل السادات، تخاذل واضح للاتحاد السوفيتي الذي كان يدعي باستمرار وقوفه جانب الدول العربية، لاسيما الدول ذات المشكلات الدولية العظمى والدول الواقعة في حرب، لكن الاتحاد السوفيتي لم يبلغ القيادة العسكرية المصرية بأي شيء عن تلك التحركات الهامة والخطيرة والتي لها مردود كبير على شكل الحرب، خاصة وأن هناك العديد من الأقمار الصناعية التابعة للاتحاد السوفيتي تتابع الحرب لحظة بلحظة، وكأن ذلك الموقف هو بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.

    شعور السادات بالخطر
    شعر الرئيس الراحل السادات، بالخطر حينما كان يتابع تطورات الموقف من غرفة العمليات، والسيء هنا الذي يقصده هو استخدم الجسر الجوي الأمريكي لنجدة إسرائيل "مطار العريش" حتى يتم من خلاله الطائرات الأمريكية العملاقة التي تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة.

    الدعم الأمريكي لإسرائيل
    كانت العريش، تقع خلف جبهة الحرب، وهذا ما يعني أن الموقف مولع بالخطورة، لكن الإدارة المصرية لن تترك الأمر يمر كما يبغيه العدو، بالرغم من زيادة المعدات الحربية للعدو، إذ أنه كلما أصيب لإسرائيل مجموعة من الدبابات كلما وجد مزيداً من الدبابات يتقدم، وبدأ السادات، يلاحظ تطوراً خطيراً فى معارك الدبابات التي اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين في إدارتها.

    استخدام مطار العريش
    جاء دخول أمريكا في الحرب بهدف إنقاذ إسرائيل بعد النداء المعروف آنذاك "إنقذوا إسرائيل" والذي انطلق خلال اليوم الرابع من المعركة، حرصت أمريكا وقتها على أن تحول هزيمة إسرائيل إلى انتصار بالضغط العسكري في استخدام مطار العريش المصري.

    لكن العبقرية العسكرية للقيادة المصرية، لم تكن سهلة للتلاعب معها حتى لو كانت مصر وحدها تحارب أمريكا وإسرائيل وحلفائهما في معركة واحدة وتقود جيشاً واحداً، إذ تذكر السادات، ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية.

    قصة القنبلة التلفزيونية
    تبين للرئيس السادات، زيادة الدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب أكتوبر ١٩٧٣م، خاصة بعد ارسال أمريكا صاروخها "القنبلة التلفزيونية" لنجدة إسرائيل من يد الجيش المصري، رغم أن الصاروخ في ذلك الوقت كان لا يزال تحت الاختبار، إلى جانب إرسالها قنبلة المافريك مع أسلحة أخرى.

    اشتراك أمريكا في الحرب لنجدة إسرائيل
    كان الرئيس الراحل السادات، شديد الثقة بنفسه يعرف امكانيات جيشه وحدوده، إلى جانب أنه دخل حرب أكتوبر إسرائيل وليس أمريكا، ولما لاحظ السادات، اشتراك أمريكا في الحرب بشكل مباشر جانب إسرائيل، كتب للرئيس الأسد، الذي كان يعتبره شريكه في القرار، برقية أخطره فيها أنه قرر الموافقة على وقف إطلاق النار، ثم سجل في هذه البرقية موقفه، الذي يؤكد فيه أنه لا يخاف من مواجهة إسرائيل، ولكنه يرفض مواجهة الولايات المتحدة الامريكية، ولن يسمح أن تدمر القوات المصرية مرة أخرى فى حرب غير متكافئة، وأنه مستعد أن يحاسب أمام شعبه فى مصر وأمام الأمة العربية عن هذا القرار.

    اتهام السادات بالجبن
    أخذ الرئيس الراحل السادات، قراراً بوقف إطلاق النار بعد أن كان له عشرة أيام يحارب فيها أمريكا وحده بأسلحتها الحديثة التي لم يستخدم أغلبها من قبل على الساحة العسكرية، عندها اتهم السادات، من بعض الدول العربية بالجبن، فقد كان اعتقاد الجميع فى العالم أن الاتحاد السوفيتى يقف إلى جانب الجيش المصري ويسانده في معركته ضد إسرائيل.

    خيانة الاتحاد السوفيتي لمصر
    لقد ظن الكثيرون أن الاتحاد السوفيتي قد أرسل الجسر الجوى لنجدة الجيش المصري في حربه ضد إسرائيل، لكن الواقع كان عكس ذلك بالتأكيد، فــ أمريكا وإسرائيل فى مواجهته والاتحاد السوفيتى فى يده الخنجر ويجلس وراء ظهره، ليطعن السادات، في أي لحظة لاسيما عندما يفقد ٨٥ % أو ٩٠ % من سلاحه كما حدث في سنة ١٩٦٧م، لكن السادات، قرأ مخططهم جيداً ولم يسمح بترك الجيش المصري لقمة سهلة لهم.

    انور السادات كتاب البحث عن الذات الاتحاد السوفيتي الراحل انور السادات حرب 6 أكتوبر لحظات نصر اكتوبر سياسة مصروناسها