الأربعاء 7 مايو 2025 06:31 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    عربي ودولي

    خبير: ماكرون يسعى لرد الصفعة الروسية بإفريقيا من دمشق

    أحمد الشرع
    أحمد الشرع

    تكتسب الزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى باريس أهمية استثنائية، كونها الأولى من نوعها منذ عقود من الجمود والقطيعة بين الجانبين.

    وتعليقا على الزيارة قال الباحث السياسي كارزان حميد، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن الزيارة تحمل طابعًا رمزيًا أكثر منه عمليًا، فباريس كقوة استعمارية سابقة في سوريا، ترى نفسها وصية على المسألة السورية داخل الاتحاد الأوروبي.

    وأضاف حميد، في حوار أجراه مع "شبكة رؤية الإخبارية" أنه ومنذ سقوط النظام السابق، تحاول العواصم الأوروبية تحديد شكل المرحلة الانتقالية، وفرنسا تحديدًا تسعى إلى لعب دور القيادة. وهذه الزيارة ليست ترحيبًا حارًا بقدر ما هي اختبار نوايا للشرع.

    وتابع: منذ الاطاحة بالنظام السوري السابق، بدٲت الدول الأوروبية والغربية انفتاحا جزئيا تجاه دمشق، وطالبت بروكسل الإدارة الجديدة المؤقتة أن تطبق بعض البنود والشروط التي وضعتها أمام الشرع، وكانت فرنسا قد وجهت سابقا دعوة لزيارة باريس، للنقاش حول مستقبل سوريا كما يريدها المجتمع الدول، لا كما يفكرها القادة السوريين.

    وأشار الباحث السياسي إلى أن هذه الزيارة ربما تكون الأولی والأخيرة، في ظل التطورات الميدانية علی الأراضي السورية، وخاصة في مناطق الساحل ومناطق ذات أقليات عرقية ودينية سورية، لأن باريس وحلفاءها، لن يصبروا كثيرًا علی تلك الأحداث التي جرت خلال الأشهر الماضية. ولم يكن للشرع ٲي موقف واضح عن تلك الأحداث سوی بعض التصريحات الخجولة، وإعلان محاكمة المتهمين بتلك المجازر، التي تندلع بين حين وآخر.

    لماذا يزور الشرع فرنسا كأول دولة أوروبية؟ يُجيب حميد، لاعتبار فرنسا دولة استعمارية لسوريا سابقًا، ولديها خلفية تاريخية في ذلك البلد، هي من تتبنى المشروع الأوروبي الموحد تجاه دمشق، والقرار الأوروبي الخاص بسوريا يمر عبر باريس. لذلك، من المعقول أن تكون فرنسا أول دولة أوروبية يوطئ الرئيس السوري قدمه عليها، بدلاً من الولايات المتحدة.

    واستطرد: كما أن فرنسا لديها أيضًا ملف خاص عن سوريا وكيفية إدارتها، وحتى في ظل الرئيس السابق بشار الأسد، كانت باريس على تواصل معه، ولكن خلف الأبواب المغلقة. فضلاً عن أن فرنسا تشرف أيضًا على الملف اللبناني، إذ إن هذين الملفين مرتبطان ببعضهما البعض. ويجب التعامل مع فرنسا بحذر وتقسيم الأدوار بين البلدين، لكي تكون اليد العليا لباريس على دولتين، قد أنهكتهما الحرب بطرق شتى.

    وحول هدف كل من الشرع وماكرون من الزيارة، أوضح أن هدف الشرع الأساسي هو رفع العقوبات عن بلاده وعودته إلى الساحة الدولية بأسرع وقت ممكن، حتى يتمكن من إدارة مهامه الأساسية في الداخل. وفي المقابل، يطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره السوري بعدة أمور، أبرزها احترام الأقليات وبناء دولة مدنية ديمقراطية تضم كافة الأطياف السورية، وكتابة دستور مدني.

    كما يضغط ماكرون، ومن خلفه دول الاتحاد الأوروبي، على دمشق لطرد القوات الروسية من أراضيها، وعدم فتح قنوات عسكرية أو دبلوماسية مع موسكو، في محاولة منه لرد الصاع صاعين؛ فكما ساعدت موسكو حلفاءها الأفارقة على طرد الجيوش الفرنسية من القارة السمراء. يحاول ماكرون أن يُجرِع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من نفس الكأس. لكن واقعياً، لا الشرع ولا ماكرون قادران على تنفيذ تلك الشروط المطروحة أمامهما، لأسباب عديدة، أهمها أن العالم لم يعد أحادي القطب، ولا يمكن لأي دولة أن تكون أسيرة لدولة أخرى.

    خبير: ماكرون يسعى لرد الصفعة الروسية بإفريقيا من دمشق