مركز فاروس: مصر داعم قوي لحل صراعات أفريقيا.. والتنمية طريقها لحل الأزمات


تسعى مصر باستمرار لتعزيز تواجدها الفاعل في القارة الأفريقية، فأفريقيا هي القارة التي تنتمي إليها مصر جغرافيًا.
ومنذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطة عام 2014، اهتم اهتمامًا كبيرًا بالبعد الأفريقي، واتضح ذلك من حرصه على الحضور بنفسه لمعظم الفاعليات المتعلقة بالاتحاد الأفريقي والقمم الأفريقية مع القوى العالمية، والزيارات المتعددة التي قام بها إلى عدد كبير من الدول الأفريقية، والتركيز على تعزيز علاقات التعاون والتكامل بين مصر ومحيطها الأفريقي، وظهر ذلك جليًا في أثناء تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي في 2019.
ولمصر دور مهم في الحفاظ على الأمن والسلم ومكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية، وللقوات المسلحة المصرية تواجد قوي في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أكثر من دولة أفريقيا مثل (مالي وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية)، إضافة إلى إعلان مصر مؤخرًا المشاركة في البعثة الجديدة للاتحاد الأفريقي في الصومال.
وأشارت دراسة لمركز فاروس للدارسات الافريقية والاستشارات، إلى الدور المصري في أفريقيا على مستوى المساهمة في حل الصراعات وحفظ السلم في أفريقيا ومستقبل هذا الدور، ومحاولة حل الأزمة السودانية والأزمة الصومالية، وذلك في إطار عضوية مصر في مجلس السلم والأمن الأفريقي ومساعيها وجهودها للقيام بدور فعال في دعم وتعزيز بنية السلم والأمن في القارة السمراء.
وتسعى الدبلوماسية المصرية بشكل دائم للحفاظ على استقرار الدول الأفريقية وتفكيك الصراعات، ومحاولة الوصول لحلول للأزمات الأفريقية بالطرق السلمية، ويتضح ذلك من خلال الدور المصري في عدة ملفات، أبرزها أزمتا السودان والصومال، فهما بطبيعة الحال دولتان شقيقتان تُمثلان أهمية خاصة لمصر وأمنها القومي، كما أن للأزمات بهما تداعيات واسعة على الأمن والاستقرار الإقليمي والقاري، إضافة إلى المشاركة المصرية الفاعلة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في القارة.
وما يُميز التجربة المصرية في دعمها لأشقائها الأفارقة أنها لا تتوقف على الجانب الأمني فقط، وفق الدراسة، وإنما تمتد لتشمل البُعد التنموي من خلال المشروعات التنموية المصرية في الدول الأفريقية، مثل مشروع “محطة وسد جوليوس نيريري لتوليد الكهرباء في تنزانيا”، وغير ذلك من المشروعات.
ويتميز الدور المصري كذلك في إعادة الإعمار بعد الصراعات، حيث تشارك القاهرة في عمليات إعادة الإعمار في ليبيا، ومن المتوقع أيضَا أن تشارك في عمليات إعادة الإعمار في السودان بعد انتهاء الحرب، كما أنها تستضيف مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد الصراعات، وكل هذا يوضح الرغبة المصرية في التعاون والتكامل مع دول قارتها الأفريقية، انطلاقًا من مبدأ تحقيق المصلحة لجميع دول أفريقيا.