الخميس 2 مايو 2024 12:22 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المنوعات

    ”نفسي أبقى مهندس زراعي”... المرض الخبيث لم يشفع ل”فرج”عند إدارة الكلية

    مصر وناسها

    تمر السنوات وتنقضي الأشهر، ولكن هناك لحظات معينة تتوقف عندها آله الزمن عن العمل، عندما يصاب الإنسان بشئ لم يخطط له من قبل، يجبره على إعادة حساباته مرة أخرى، ليصبح ما مضى هينا بالمقارنة بما هو قادم، هكذا هو حال محمد فرج فوزي، أحد أبناء محافظة كفرالشيخ، والذي تمكن منه مرض السرطان وأصابه بمنطقة الحوض والفخذ والساق.

    بدأت المأساة عندما علم العشريني الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، حقيقة مرضه، وأنه لن يستطيع السير بشكل طبيعي، نظرا لتمكن المرض من ساقه، ما أدى إلى ضعفها وعدم قدرته على الحركة بدون استخدام "عكازات"، حتى لا يصاب بكسر مضاعف بها يتطلب معه الـ "بتر": "لو اتحركت بالعكاز كتير احتمال رجلي تتقطم والدكتور قالي لو ده هيحصل هعمل لك بتر".

    لحظة الصدمة

    بتلك الكلمات المليئة بمشاعر الحزن، بدأ "فرج" حديثه مع الصحف، مؤكدا أنه كان يعمل في فترة الإجازة لمساعدة أهله في المصروفات حتى أصبح أسير المرض: "من 6 شهور حسيت بوجع في رجلي، روحت لدكتور عظام، قالي أعمل إشاعة رنين مغناطيسي، عملتها وتاني يوم روحت له بيها، قالي عندك ورم داخل الرجل، وأنا مقدرش أفيدك بأي حاجة، وحولني لقصر العيني بنك العضم، طلعت كشفت، والدكتور قالي مش هينفع تمشي تاني على رجليك، هتمشي على عكازات، وبعد كده سحب مني عينة، وقالي روح حللها، والنتيجة طلعت بعد 10 أيام من تاريخ التحليل، ولما روحت له تاني قالي عندك ورم سرطاني خبيث ولازم جلسات كيماوي".

    وقعت تلك الكلمات على مسامع الشاب كالصاعقة التي ضربت كل أحلامه فهو الذي ظل لسنوات يحلم بأن يصبح مهندسا زراعيا، بعدما قرر اختيار كلية الزراعة ليدرس بها رغبة منه في إفادة الزراعة في مصر بأفكاره حول تطوير أساليب الزراعة الحديثة: "الدنيا أسودت في عنيا، مبقتش شايف قدامي، أحلامي بتنهار ومش عارف أعمل إيه، ونفسي أكمل تعليمي، وكل ما ألمي يزيد تزيد رغبتي في استكمال دراستي"

    رجولة مبكرة

    طيلة الأعوام التي سبقت إصابته بالمرض كان يعمل "فرج" في أعمال البناء والتشطيبات كي يتمكن من الإنفاق على نفسه دون الحاجة لأحد من ذويه، ورغم أن المرض تمكن منه إلا أنه يحلم بأن يكمل دراسته بالكلية: "أخدت لحد دلوقتي 8 جرعات حمرا، بقعد 10 أيام بعدها، وبرجع أخد اتنين أصفر ورا بعض، ما بينهم يومين، والنهاردة الجرعة التاسعة، والمرحلة الجاية مرحلة استئصال المرض، لأنه خلاص مسك الحوض لحد تحت الركبة، واحتمال يكون فيه تركيب مفاصل"

    دعوات المحبين كانت حافزا له

    بعد انتشار البوستات على السوشيال ميديا التي تدعم" فرج"، أحس أنه بصحة وعافية بعد أن رأى من الجميع مشاعر صادقة ودعوات خالصة بالشفاء العاجل: "خففوا عني ألمي بدعواتهم".

    تجاهل إدارة الكلية لمرضه والوكيل يرفض استثنائه

    لم يشفع المرض لـ " فرج" عند أساتذة كلية الزراعة بعدما رفض وكيل الكلية طلبا منه بأن يوكل بالنيابة عنه صديقة السيد رستم، بعمل استمارة رغبات ويقدمها للكلية: "عايز أقدم ورق الشعبة، وعندي مادتين، بسبب إني مكنتش بحضر علشان الكيماوي"

    يقول السيد رستم، الشاهد على واقعة رفض وكيل كلية الزراعة بجامعة كفرالشيخ، طلبا قدمه "رستم" للإدارة بشأن الموافقة على عمل استمارة لصديقه المريض بالسرطان: "أنا صديقه من أولى كلية، ومحمد كان شغال على دراعه، وجات له إصابة في رجله، اشتكي بيها، وبعد ما كشف عند كذا دكتور اكتشف أن عنده ورم والموضوع وصل للكيماوي، ومبقاش يتحرك خالص، وكلفني بأني أسجل له سمر كورس واستمارة رغبات، ومصاريف، روحت للدكاترة عندنا في الكلية، ومعايا ورق من معهد الأورام، علشان أسجل له استمارة الرغبات، وكيل الكلية رفض، وقالي لازم أشوفه بنفسي، قولت له مبيتحركش خالص، قالي لا لازم أشوفه دي مسئولية كبيرة".

    أحلام لم تتحقق

    حزن" فرج" حزنا شديدا عندما علم بما حدث من إدارة الكلية، فهو الذي كان يمني النفس بأن يشعر بألمه أساتذة جامعته، وبدلا من أن يتجاهلوا الأمر، يقفون سندا له: "كان نفسي لما أخلص كلية اشتغل بشهادتي".

    السرطان ورم سرطاني مرض خبيث طالب الفرقة الثالثة كلية زراعة مصر وناسها