الثلاثاء 21 مايو 2024 05:03 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المنوعات

    شم النسيم..بدأ مع نهاية وباء الكوليرا !..

    مصر وناسها

    تفشي وباء الكوليرا في أربعينيات القرن الماضي بمصر، بالتحديد عام 1947م، وذلك بعد سنوات طويلة من إختفاء وباء موشا بالصعيد عام 1902م، توجه الإتهام في تفشي المرض في هذه المرة للأطعمة والأغذية التي تنقل بالأيدي، وتجمع في أقفاص، ومنها البلح ، مما جعل الشعراء الشعبيين يحذرون من الأطعمة بسبب الكوليرا، وذلك لأول مرة في تاريخ أوبئة الكوليرا ، التي كانت قد قدمت لمصر 10 مرات من خارج البلاد.

    تقول مذكرات الأطباء الشعبية في الصعيد، كمذكرة الطبيب نصر أبوستيت، أن السبب في إختفاء الكوليرا ومعاودتها للتفشي عام 1947م بعد مرور سنوات طويلة من وباء موشا، هو الإحتلال البريطاني، الذي كان سببًا رئيسيًا في معاودة الوباء، بسبب قواته التي كانت تحط رحالها قادمة من الهند للسويس، دون المرور على الحجر الصحي، مما أدي لتفشي الكوليرا في مصر.

    يشرف«مصر وناسها» أن تنشر قصة وباء الكوليرا الذي ضرب مصر وتسبب من قبل في إيقاف إحتفالات شم النسيم، وذلك بعد تداول صفحات مواقع التواصل الإجتماعي للقطات أرشيفية من تاريخ الصحف المصرية، تتحدث عن إيقاف إحتفالات شم النسيم في أربعينيات القرن الماضي، والذي كان يوافق في مفارقة زمنية تشبه أيامنا الحالية، قدوم شهر رمضان، ورحيل وباء الكوليرا، الذي أوقع العديد من الضحايا.

    يرتبط شم النسيم ، ذلك العيد المصري القديم، بالحصاد وتجار البيض والأطعمة، وهذا ماجعل الصحف بعد إنحسار وباء الكوليرا ، تؤكد إن إيقاف إحتفالات شم النسيم أمر ضروري للحفاظ علي الناس، وسيرًا علي قواعد الصحة المعمولة في عدم التزاحم ومنع إلتهام الأطعمة من الباعة الجائلين.

    في وباء الكوليرا عام 1947م، تم توجيه الإتهام للخضروات والبلح بسبب موت تاجر بلح في الإسماعيلية، وتم إيقاف الإحتفالات بسبب التزاحم، حيث ألزمت الحكومة الجميع بتطهير الخضراوات و البلح قبل توزيعها، وقد إستخدم الأطباء المصريون الأرانب لإستخراج المصل واللقاح، كما أرسلت الهيئة الصحية الدولية، العديد من البعثات الأجنبية التي ساهمت في تطهير المنازل الريفية والتعقيم ومطاردة الذباب، وهذا كله دفع الشعراء الشعبيين للكتابة عن الكوليرا، وربط الوباء بالأطعمة، والهجوم علي الإنجليز، وكان من أشهر المقولات وقتها "خلي بالك من الرغيف.. أحسن العيش مش نضيف"، "أوعي تاكل جبنة بيضة تلقي حالتك تبقي عيضة.. أحسن الأسهال يجيلك وبتاع الصحة يشيلك.. البلد مكتوب عليها الكوليرا تمشي فيها".

    إنتشر الوباء في القرين بسبب قيام قوات الإحتلال البريطاني بعدم المرور علي الحجر الصحي حال مجيىء قواتها من الهند؛ التي تعتبر موطن وباء الكوليرا ، لذا يطلق عليها الكوليرا الهندية، يقول الدكتور نصر أبوستيت في مذكرته الطبية النادرة إن عامل إنتشار الوباء في القرين كان خطيرًا جدًا لأن أكثرهم فلاحون يسكنون في منطقة البحر الصغير، الذي يمتد من المنصورة إلي بحيرة المنزلة، مؤكدًا أنه تم توجيه الإتهام للبلح الحياني في أسواقه في الشرقية والدقهلية والقليوبية بسبب التلوث.

    إنتشرت في الصحف المصرية إعلانات الأدوية، كما إنتشرت صور التلقيح والتطعيمات، إلا إن الوباء العاشر إمتد لقري كثيرة في مصر، حيث حدثت وفاة في الإسماعيلية ومسطرد بالقاهرة، وبلبيس بالشرقية، ثم إتجه إلي منطقة التل الكبير، حيث إنتشر في كافة القري القريبة من قرية القرين، ومعسكرات الإنجليز، وفي أسواق البلح الحياني أيضاً.

    وأوضح نصر أبوستيت أن بلح القرين لعب دورًا مهما في إنتشار الكوليرا عام 1947م حيث تم اكتشاف أن ميكروب الكوليرا قادر على العيش في قشرة البلح بسبب وضعه في أقفاص ومياه ملوثة ما بين ثلاثة لأربعة أيام ، حيث أدي تلوث البلح من مريض بالكوليرا في إنتقال العدوي.

    أدي وباء الكوليرا العاشر في مصر إلي زيادة الأبحاث التي تم تداولها في الصحف المصرية آنذاك منها إرتباط الكوليرا بالمناخ وانتهاؤه بالفيضان وأن له إمتدادات قد تحدث في العام المقبل عام 1948م، مما جعل الصحف تحذر من عدم السير على الإحتياطات الصحية في إيقاف الإحتفالات والأعياد الشعبية والرسمية وعدم إلتهام أطعمة ملوثة، حتي بعد إنتهائه في الصحف.

    وكان الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء شدد في إجتماعه مع المحافظين، مساء أمس الخميس، على ضرورة إستمرار التطبيق الحاسم لكافة الإجراءات الإحترازية المتبعة، لمنع أية تجمعات غلق كافة الحدائق العامة والمتنزهات وكورنيش النيل ومنع حركة المراكب النيلية الترفيهية، وذلك لمنع أي تجمعات بمناسبة الإحتفال بأعياد شم النسيم وذلك في إطار الإجراءات الإحترازية للوقاية من فيروس كرونا المستجد.

    شم النسيم الحظر الكامل الحظر الجزئي مصطفي مدبولي فيروس كورونا الكوليرا منوعات مقالات مصر و ناسها