الأربعاء 15 مايو 2024 01:17 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    محافظات

    أسرة بالفيوم تطوع لتكريم موتي كورونا ” بدون مقابل”

    مصر وناسها

    مات أحد جيرانهم فحضر الغُسل والتكفين، وسمع كثيرًا عن فضل تكريم الموتى فقرر التطوع لهذا الأمر.. مرت أعوام كثيرة لا يتذكر عددها في تكريم المتوفين حتى توفيت طفلة صغيرة ذات صلة قرابة به، فأقنع ابنته الطالبة بالصف الثالث الثانوي أن تُكرمها ففعلت بعد إلحاح شديد، ثم تطوعت لتكريم المتوفيات على مدار 7 أعوام ماضية.. وفي الأشهر الأخيرة انتشرت وفيات فيروس كورونا فتطوعت زوجته وابنته الصغرى أيضًا لتصبح الأسرة كاملة متطوعة لتكريم ضحايا الفيروس المستجد.

    الشيخ محمد عطشي الذي يعمل موجهًا بالأزهر الشريف، اشتهر بمنطقة «قحافة» بمركز الفيوم بفعل الخير وعدم الغياب عن أي متوفي، حيث يسابق الجميع لتغسيل وتكفين الموتى، وحينما هرب الجميع من تكريمهم سارع هو لهذا الأمر، بينما سارعت زوجته وابنتاه لتكريم المتوفيات بكورونا حتى ذاع صيتهم وأصبحوا ملاذ القاصي والداني لتكريم موتاهم.

    وقال الشيخ محمد عطشي في تصريحات خاصة لـلصحف، إنه تطوّع منذ فترة طويلة لتغسيل وتكفين الموتي بدون مقابل لوجه الله، وكانت ابنته الكبرى تخاف منه بسبب ذلك، لدرجة أنّه عندما كان يعود من تكريم متوف كانت ابنته لا تجلس معه، فبدأ يتحدث معها حول فضل وثواب تكريم الموتى.

    وكشف أنّ الفرصة جاءته حينما توفيت طفلة صغيرة ابنة أقاربهم ليلًا، فقال لابنته أنها ملاك وليست بشر لأنها توفيت بعد ولادتها بعدة أيام، وشرح لها طريقة الغُسل الشرعي، وطلب منها القيام بتلك المهمة في وجود أقاربهم، ففعلت ذلك ونصحها بالذهاب مع مُغسلة لمساعدتها في التكريم وحتى لا تشعر بالخوف، وبعد فترة بسيطة قررت ابنته الكبرى "تُقى" التطوع لتكريم الموتى بمفردها.

    وأشار إلى أنّه في شهر أبريل المُنقضي فوجئ بـ"تقى" عائدة من الخارج غاضبة، وروت له أنها كانت في المستشفى وفوجئت بمشاجرة بين التمريض وشاب بسبب رفضه استلام والدته المتوفية بكورونا، وأن الشاب عرض أموالًا مقابل قيام التمريض بتكريمها ودفنها، فتدخلت في الحديث لتنصحه بتكريم والدته، وأنّ ذلك واجب عليه فسبّها، فتطوعت لتكريمها، ولكن إدارة المستشفى رفضت خوفًا عليها من العدوى، لكنها ألحت عليهم ووّقعت على إقرارًا بمسؤوليتها عن نفسها في حال انتقال العدوى إليها.

    وبيّن أنّه شجع ابنته على موقفها فطلبت منه التطوع لتكريم المتوفيات بكورونا ووافق، وتطوع هو أيضًا وكان في ذلك الوقت لا توجد بدل واقية ولم يتوصلوا لإجراءات احترازية سوى الكمامة والكحول، ورغم تكريمهم عدد كبير من الحالات يوميًا إلا أنّ الله حماهم ولم يصابوا بالفيروس قط بفضل الله.

    ولفت إلى أنّه بعد ذلك احتاجت ابنته لمساعدة والدتها لكثرة الحالات وكانت زوجته خائفة فشجعها رغم مرضها بالسكر، ونزلت مع ابنته لتكريم الموتى وكانت خائفة خلال تكريم أول حالتين ثم تلاشى الخوف وأصبحت تسعى لتكريم المتوفيات طوال الوقت رفقة ابنتها.

    وأوضح أنّ "نجلته" الصغرى "جنى" الطالبة بالصف الثالث الإعدادي طلبت منه التطوع، ولكنه رفض خوفًا عليها أن تُصاب بمرض نفسي بسبب خوفها من شكل المتوفى، لكنها أصرت وذهبت إلى المستشفى وكرّمت حالات كثيرة رفقة أختها، ووهبت أسرته جميعًا نفسها لتكريم متوفيين كورونا دون مقابل.

    وفي ختام حديثه، أكد الشيخ محمد أنّه يفعل كل ذلك لله ولا ينتظر من أحد تكريمًا أو شكرًا، وكل ما يتمناه أنّ تطوع الناس لخدمة بعضها البعض وألا يخافوا من تكريم موتى كورونا طالما أنهم يأخذون احتياطاتهم حتى يرفع الله البلاء والوباء.

    وشدد على أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بسابع جار، ومن ثم يجب أن يساند كل شخص جاره في حالة إصابته بكورونا، سواء عن طريق تقديم الطعام لهم أو حتى الدعم النفسي، لا أن يفروا منهم كأنهم ارتكبوا ذنبًا ويكفيهم مصابهم

    تكريم موتي كورونا كورونا أسرة تطوع تغسيل الموتي فيروس الفيوم محافظات