السبت 27 أبريل 2024 05:15 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فن وثقافة

    قضية “الرقيق الأبيض” تتسبب بمأساة لممثلة شهيرة وضج بها الوسط الفني

    فتيات شبكات الرقيق الأبيض
    فتيات شبكات الرقيق الأبيض

    عندما يشاهد المتفرج ملامحها الشقراء المميزة يعتقد أنها فتاة أجنبية تجيد اللغة العربية وتتحدث بها بطلاقة و “دلع” إلا أنها بالفعل فتاة مصرية أتقنت عدة لغات أجنبية ودخلت إلى عالم الشهرة من أوسع الأبواب وأصبحت من أشهر الفنانات فتعددت أعمالها ولقبت آنذاك بـ”دلوعة السينما والمسرح”، إنها الفنانة الشهيرة ميمي شكيب التي أمتعت جمهورها بأعمالها، وانتهت حياتها الفنية بمأساة بسبب “قضية لا أخلاقية”.

    قضية “الرقيق الأبيض” تتسبب بمأساة لممثلة شهيرة

    بعدما حظيت شهرة واسعة وتهافت عليها المنتجون والمخرجون، تحولت حياتها لجحيم مفاجئ وذلك في عام 1974 أي قبل 47 سنة من الآن، وذلك عندما كانت تستعد لعرض فيلمها الجديد، إلا أنها فوجئت بقوات الأمن تحيط بها من كل جانب لتلقي القبض عليها رفقة 8 فنانات أخريات اعتدن المكوث بشقتها، وذلك بعد توجيه تهمة “ممارسة الرذيلة” بحقهن.

    وأطلق آنذاك على الواقعة المفاجئة والصادمة للوسط الفني، قضية “الآداب الكبرى” أو اسم “الرقيق الأبيض” الذي اشتهرت به حينها، كما شكلت القضية صدمة للجماهير، لأنها كانت تضم عدداً كبيراً من الفنانات المتهمات “بممارسة الرذيلة” مع راغبي المتعة الحرام، خاصة مع الأثرياء بزعامة “ميمي شكيب”.

    وكانت قوات الأمن قد اقتحمت شقة ميمي شكيب بتاريخ 24 يناير/كانون الثاني عام 1974، وألقت القبض عليها برفقة 8 فنانات ورجل من جنسية عريبة، حيث ذكر في محضر الضبط الذي تحرر حينها بأن تحريات الإدارة العامة لمباحث الآداب أفادت بوجود “شبكة لممارسة الأعمال المنافية للآداب” تقودها الفنانة “ميمي شكيب” من داخل شقتها.

    لينتشر خبر القبض عليها رفقة الفنانات الـ 8 الأخريات بشكل جنوني في الصحف بعناوين كثيرة أبرزها “اقرأ الفضيحة.. ضبط الفنانة ميمي شكيب وأشهر الفنانات في شبكة للرذيلة”، وبهذا العنوان بدأ الناس يتسابقون على شراء الجرائد ومطالعة تفاصيل القضية المثيرة والتحقيقات فيها بفضول شديد، حيث كانت تلك القضية هي الأولى من نوعها.

    وكانت قد تفردت جريدة “المساء” في عددها رقم 6271، بتاريخ 23 يناير/كانون الثاني 1974، بتفاصيل القضية ومتابعة أحداثها.

    مصر: “الرقيق الأبيض”..أشهر “قضية لاأخلاقية” ضج بها الوسط الفني وانتهت بغموض إنهاء حياة فنانة شهيرة

    وجاء في الصحيفة أنه: “في صباح اليوم محاكمة أفراد شبكة “الرقيق الأبيض” التي تتزعمها الفنانة الشهيرة أمينة شكيب الشهيرة بميمي شكيب وتضم 8 فنانات بينهن آمال رمزي وسامية شكري وزيزي مصطفى وناهد يسري ومجموعة من النساء من خارج الوسط الفني، وكانت زعيمة الشبكة تدير نشاطها داخل وخارج مسكنها بدائرة قصر النيل، فتقدم لراغبي المتعة الحرام عضوات الشبكة، وتبين أن أغلب المتعاملين معها من الأقطار العربية”.

    هذا وقد استمرت مجريات وتفاصيل القضية في التصاعد بوتيرتها، لمدة 6 أشهر حتى أصدرت المحكمة في 16 يوليو 1974 قرارها بتبرئة الفنانة الشهيرة ميمي شكيب وبقية الفنانات المتهمات، مستندة في حكمها على عدم إلقاء القبض عليهن وهن في حالة تلبس، فقد تواجدن جمعهن داخل شقة الفنانة في جلسة عادية لشرب القهوة.

    والجدير بالذكر أن الفنانة ميمي شكيب من خلال المدة التي قضتها في السجن كانت قد أصيبت بالصمم والبكم، نتيجة بكائها المستمر، وبعد خروجها من القضية لعدم كفاية الأدلة ابتعد عنها المخرجون وتهرب منها الفنانون، كما عانت “ميمي” بعد خروجها من السجن من اضطرابات نفسية، ما دفعها لدخول مصحة نفسية للعلاج، وعلى الرغم من حصولها على البراءة إلا أنها ابتعدت كثيراً عن الأضواء فلم تقدم إلا أعمالاً قليلة وكان آخر أفلامها “السلخانة” عام 1982، وبسبب ظروفها السيئة اضطرت لأن تقدم على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين التابع لوزارة الثقافة.

    وفي 20 مايو عام 1983 فوجئ جمهور الفنانة ميمي شكيب بخبر وفاتها، وقيل عن الحادثة بأنها سقطت من “شرفة” منزلها، ليموت معها سر وفاتها وتقيد القضية ضد مجهول.

    جمهور الفنانة ميمي شكيب ميمي شكيب الرقيق الأبيض شبكة الرقيق الأبيض خبر في الخمسينه