الجمعة 26 أبريل 2024 10:45 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فتوي و دين

    قصة رحيل الشاب الصوفي ”نور” مات قبل فرحه بـ 5 أشهر

    مصر وناسها

    تنتظر الطريقة المحمدية الشاذلية بمصر والعالم، تسمية خليفة الشيخ نور محمد عصام الدين محمد زكي إبراهيم، الراحل عن عمر ناهز الـ 25 عاما إثر حادث سيارة يوم الجمعة الماضي، تاركا سيرته الطيبة وأعماله الصالحة لتشهد له.

    وفي مسجد مشايخ العشيرة والطريقة المحمدية الشاذلية بقايتباي بالدراسة بالقاهرة، ووسط حضور المئات من محبيه وكبار الأئمة الذين تقدموا بالعزاء، أثيرت الكثير من المواقف التي أحاطت بحياة الفقيد التي بلغت نحو 25 عاما، تولى فيها مشيخة الطريقة لعامين فقط بعد وفاة والده الشيخ عصام الدين زكي إبراهيم، عام 2018.

    صدمة ورضاء بقضاء الله

    "كريم وحنون ورحيم" وصف مختصر قاله كريم محمد عن شقيقه الشيخ نور الذي وصفه وهو يكتم بكاءه حزنا على فراقه المفاجئ: "مصدقتش الخبر ورحت بنفسي مكان الحادث عشان أتاكد".

    يقول "كريم" في حديثه لـ"الوطن" حيث استقبل خبر وفاة أخيه بعد عامين فقط من رحيل والده الأمام محمد عصام الدين، في منتصف ليل الجمعة وجد نفسه يرتدي ملابسه ليهرع إلى مكان الحادث بعد تواصل قوات الشرطة معه لإخباره بوفاة شقيقه الأكبر وفي صدمة تأكد من النبأ ليعيش في حالة صدمة لم يتخطاها.

    كان سيتزوج في شهر مارس وأطلق على دار الأيتام "البيت"

    بألم شديد ودع "كريم" أخيه إلى الدار الآخرة بدلا من حضور زفافه المقرر مارس المقبل، ليترك 8 أطفال أيتام وجدوا فيه أبًا وسندا وعزوة، يقول كريم: "كان الشيخ نور يهتم بأطفال دار الإمام محمد زكي بنفسه وبشكل شخصي، ويسميه "البيت" فالأطفال السبع بالدار يقولون له (أبي) وهو يعاملهم بمشاعر أب وهو ما صدمهم منذ عرفوا بالنبأ من صوت ميكروفون المسجد المجاور لهم أما الثامن وهو طفل كفله معه في بيته فلا يزال مصدوما من الخبر المفاجئ".

    الخبر الذي فجع الأسرة لا يزال "كريم" يحاول التماسك والمقاومة لاستيعابه ودعم والدته بعد سماعه مستندا على إيمانه بالله، قائلا: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، ولكن اقتراب الخبرين مؤلمين للأسرة التي ما كادت أن تفيق من وفاتة الأب الشيخ عصام الدين زكي إبراهيم عام 2018، ليتولي الراحل بعده شياخة الطريقة المحمدية وذلك لم يدم طويلا بها، ليرحل عن عالمنا تاركا آلام "وجع الضنى" في قلب أمه، وشعور بالفقدان في قلوب كل محبيه.

    رثاء جده له بعد ميلاده

    وذكرت الصفحة الرسمية للعشيرة المحمدية، قصة الشيخ نور مع جده عقب ولادته مباشرة، حيث ولد في أحضان جده الإمام الشيخ محمد زكي إبراهيم، الذي سماه نور عام 1995، حيث "ظل يبكي ولم يتوقف عن البكاء إلى أن رفعه واحتضنه جده فكان قريبا من قلبه وأنفاسه الطاهرة، وقبله بفمه الطاهر فأودع فيه أسرار وأنوار أجداده إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".

    وذكر منشور آخر عن قصيدة من ديوان البقايا، تحدث عنه فيها جده الشيخ محمد زكي عند ميلاده قال فيها:

    رأيت حفيدا لي بريئا مدللا.. محوطا بكل العطف ينمو وينشأ

    وقد كنت أبكي أو بكيت مخافة عليه.. فهل يشقى؟ وهل سوف يهنأ

    من قبله قد كنت طفلا مدللا.. فلما رشدت الدهر راح بي يهزأ

    ويبتسم لي الطفل فأزداد حسرة.. بما غاب عنه أو به سوف يفجأ

    أطلق تطبيقين عن "تراث الإمام الرائد" قبل وفاته بيوم

    مواقف عدة كان كريم شاهدا عليها لأخيه الشاب الذي رحل في عامه الـ25 ورغم صغر سنه إلا أنه كان مضربا للمثل في الأخلاق والأدب والكياسة بحسب كل من تعامل معه من شيوخ وعلماء وإناس عاديون عرفوه إنسانا وشيخا، حيث إنه من الجانب الاجتماعي جمعته العديد من المواقف مع الناس فكان حاضرا لكل المشكلات وعونا للمحتاجين إلى جانب صرف مساعدات شهرية لمن ضاق بهم الحال.

    اهتمامات عدة كان يبدها شيخ الطريقة المحمدية الشاذلية بمصر والعالم ورائد العشيرة المحمدية، الشاب في حفظ تراث العشيرة العالمي، ويقول "كريم": قبل يوم واحد من وفاته حقق واحد من أهدافه لحفظ التراث بإطلاق "تراث الإمام الرائد" على تطبيقين إلكترونيين جديدين يدعما Android و IOS.

    التطبيق الأول: لأبناء الطريقة المحمدية الشاذلية، يسهل متابعة وقراءة الأوراد وسهولة الوصول إليها، فى كتابي مفاتح القرب والمحمديات.. مع إمكانية تحميل الكتابين..والتطبيق الثاني: ( مكتبة العشيرة المحمدية ) تتضمن المرحلة الأولى من المكتبة الكاملة لمؤلفات فضيلة الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم ، تصل إلى خمسين كتاباً ذات عناوين تهم عموم الصوفية، يجب ألا تخلو منها مكتبة صوفى من هذه المجموعة المباركة، فى علوم التصوف والفقه والحديث والشعر، والأدب ، والسير، من هذه الكتب: أبجدية التصوف الإسلامي، وأصول الوصول، ومراقد أهل البيت، وأهل القبلة كلهم موحدون، والإفهام والإفحام، وغيرها.ويقدم التطبيق إمكانية التصفح والتحميل للاحتفاظ بها.

    ويوضح "كريم"، أن التطبيقين نتاج جهد كبير بدأ بالتواصل مع شركات عدة وترتيبات وتجهيزات لحفظ التراث العالمي للعشيرة المحمدية لأنها لا تقتصر على مصر فقط إنما على مستوى العالم، حيث كان يؤمن بأهمية الخطوة خصوصا بعد دخول التطرف إلى البعض فكان التطبيق هدفه حفظ التراث والحفاظ على الطريق القويم

    الشيخ نور الشاب الصوفي نور المجمع المحمدية رحيل نور وفاة فتوي ودين مصروناسها