هل تؤثر الحرب التجارية بين الصين وأمريكا على أفريقيا؟.. دراسة تكشف التفاصيل


تُعتبر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، ولا سيما فرض الرسوم الجمركية المتبادلة، من العوامل التي تؤثر بشكل غير مباشر في الاقتصادات الأفريقية.
إذ تسهم التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم في اضطراب سلاسل الإمداد العالمية وتقلب الأسواق، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على الطلب على السلع الأولية التي تشكل مصدر الدخل الأساسي للعديد من الدول الإفريقية.
كما أن هذه الحرب التجارية تؤدي إلى تباطؤ أو إعادة تمركز بعض الاستثمارات الأجنبية، خاصةً الصينية، مما يقلل من فرص الحصول على التمويل وتحسين البنية التحتية في القارة، بحسب دراسة لمركز "فاروس" للدراسات الأفريقية والاستشارات.
فمنذ بداية عام 2025، مع تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منصبه، أصبح استخدامه المكثف للرسوم الجمركية من أكثر السياسات الاقتصادية المثيرة للجدل.
وعلى الرغم من أن فرض الرسوم الجمركية، خاصة على السلع الصينية، يُعتبر أداة تقليدية لحماية الصناعات الوطنية وتصحيح العجز التجاري، إلا أن ذلك أثار حربًا تجارية عالمية كانت تداعياتها تتجاوز الولايات المتحدة وشركاءها التجاريين الرئيسيين، لتشمل أيضًا الأسواق الناشئة في أفريقيا.
وقد يبدو أن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين لا يؤثر على أفريقيا بشكل مباشر. لكن في ظل العولمة الاقتصادية، يمكن للسياسات التجارية أن تخلق تداعيات غير مباشرة تمتد عبر القارات.
ففرض الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين، إلى جانب الردود الانتقامية من الصين، أطلق سلسلة من التأثيرات التي قد تؤثر بشكل غير مباشر على التجارة والاستثمارات والتنمية الاقتصادية في أفريقيا. بناءً على ذلك، قد تجد القارة نفسها أمام وضع معقد يتضمن فرصًا وتحديات كبيرة.
وقد أشارت التقديرات إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية من المرجح أن يكون لها تأثير مباشر محدود في أفريقيا، إلا أن الخطر الأكبر يكمن في مدى قدرة الصين على الصمود في وجه حرب الرسوم الجمركية، مضيفةً أنه في حال ساهمت هذه الاحتكاكات التجارية في تباطؤ مستمر في النمو الاقتصادي الصيني، فقد تواجه أفريقيا رياحًا معاكسة خطيرة.