السبت 20 أبريل 2024 07:11 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    فتوي و دين

    تعرف على أحكام الصيام (أركانه _ سننه)

    مصر وناسها

    للصوم أركان يجب على المسلم الإلتزام بها ليصح صومه ؛ لأن الركن فرض وواجب ، وللصوم سنن ومستحبات وآداب ينبغى على الصائم مراعاتها .

    ** أولاً الأركان ، للصوم ركنان هما :

    * الركن الأول النية ؛ لقوله تعالى : "وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ حُنَفَاۤءَ وَیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ دِینُ ٱلۡقَیِّمَةِ" [سورة البينة 5] ،وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ) ، والنية شرط فى كل عبادة يتقرب بها العبد لربه من صلاة وزكاة وصيام وحج وغير ذلك ، فالنية شرط لصحة الصيام ، ويجب تبييتها من الليل في صيام الفريضة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا صيام لمَن لم يبيّت النية من الليل ) ، أما صيام التطوع فلا يجب فيه تبييت النية من الليل ، بل يصح فى أثناء النهار إن لم يكن أكل أو شرب ، بذلك قال كثير من الفقهاء مستدلين بما صح عن النبى _ صلى الله عليه وسلم _ أنه كان يصوم التطوع بنيةٍ من النهار .

    وأعلم أخى أنه مَن كان صائماً، ونوى الإفطار ، فسد صومه ، وإن لم يأكل أو يشرب.

    سؤال : هل يشترط التلفظ بالنية ؟
    الجواب : لايشترط التلفظ بالنية ؛ فالنية محلها القلب ، لادخل للسان بها ،فإن حقيقة النية هى القصد إلى الفعل إمتثالاً لأمر الله تعالى وطلباً لوجهه الكريم ، فمَن تسحَّر قاصداً الصيام فهو نَاوٍ ، وإن لم يتسحر ؛ فالسحور سنة وليس فرضا، ومَن عزم على الكفِّ عن المفطرات أثناء النهار قاصداً الصيام مخلصاً لله فهو ناوٍ .

    * الركن الثانى : الإمساك عن المفطرات من أكل وشرب وجِماع وما فى معنى ذلك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لقوله تعالى : " فَٱلۡـَٔـٰنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُوا۟ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُوا۟ وَٱشۡرَبُوا۟ حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَیۡطُ ٱلۡأَبۡیَضُ مِنَ ٱلۡخَیۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّوا۟ ٱلصِّیَامَ إِلَى ٱلَّیۡلِۚ" [سورة البقرة 187]
    والمراد من الخيط الابيض والخيط الاسود هو بياض النهار وسواد الليل .

    وأعلم أخى أنه مَن أكل أو شرب أو جامع ناسياً فإنه لا يفطر لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان ومااستكرهوا عليه " .

    ** ثانياً سنن مستحبات الصيام :

    للصوم سنن ومستحبات وآداب ينبغي مراعاتها منها :

    * السحور : وهو مستحب بإتفاق العلماء ،ولا إثم على من تركه لقوله صلى الله عليه وسلم : ( تسحروا فإن في السحور بركة) ، ومعنى بركة : أنه يقوى الصائم على مواصلة الصوم ، وينشط الجسم ويمده بالطاقة اللازمة لحيويته مما يجعله قادرا على مزاولة عمله دون أن يصاب بفتور أو خمول .

    * تعجيل الفطر : لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الناس بخير ، ما عجلوا الفطر ) .

    * الإفطار على التمر : لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اذا افطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركه ، فإن لم يجد تمراً فالماء فإنه طهور) .
    ويستحب إذا أفطر المسلم على تمر أن يجعله وتراً لأن الله وتر يحب الوتر .
    والحكمه في الإفطار على التمر: أنه حلو ، والحلو يقوي البصر الذي يضعف بالصوم ، فمن خواص التمر أنه اذا وصل المعدة ، وكانت خاليه حصل به الغذاء، وإلا ساعد على هضم ما بها من بقايا الطعام .

    واما الحكمة في الإفطار على الماء عند فقد التمر : فإن الماء يرطب الكبد الذي حصل له شيء من الجفاف بسبب الصوم ، والماء طهور ينفع المعدة اكثر من اي شيء آخر . وللأطباء في حكمة الإفطار على التمر والماء كلام طويل .

    * يستحب عند الشافعية والحنفية وكثير من الفقهاء تعجيل صلاة المغرب بعد الإفطار على التمر والماء وتقديمها على الطعام إلا إذا حضر الطعام وكانت النفس شديد التعلق به والإشتياق له، فحينئذ يأكل الصائم أولا ؛ً لكيلا ينشغل الإنسان بالأكل عن صلاته فيفوته أهم ركن فيها وهو الخشوع وإحضار القلب مع الله تبارك وتعالى .
    وهذا القول اولى من القول بتقديم الطعام على الصلاة مطلقاّ إن حضر .

    * ويستحب الإقلال من الطعام في الإفطار والسحور ؛ لقوله تعالى : "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " [ الاعراف آية 31] .
    ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه ) ، ولأن الصائم إذا إمتلأ بطنه بالطعام والماء أصابه الكسل والخمول فيعجز عن الحركة وينام عن الصلاة أو يؤديها بتثاقل وخمول، وكذلك لو ملأ بطنه آخر الليل من الطعام والماء، فإنه ينام عن صلاة الصبح وهي أفضل الصلوات فليحرص المؤمن على ان يكون نشطاً في آداء العبادات لا سيما في هذا الشهر الكريم.

    * ويستحب الدعاء عند الإفطار والثناء على الله بما هو أهله شكراً لنعمة زوال المشقة عنه والحصول على الثواب العظيم لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد) ، وكان عليه الصلاة والسلام اذا أفطر قال : (اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا. فتقبل منا إنك انت السميع العليم)

    * ويسن لمَن افطر عند غيره أن يدعو له، كأن يقول مثلا : (جعلكم الله أهلاً لذلك دائما) وغير ذلك من الأدعية التى تبشر بسعة الرزق وحصول الخير .

    * ويُسن الإكثار من العبادة والصدقة والإحسان إلى الأقارب واليتامى والمساكين لأن هذه الطاعة في شهر رمضان تختلف عن غيرها في سائر الشهور لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيه بشتى أنواع الطاعات لا سيما في العشر الأواخر منه.

    * ويُسن للمسلم أن يواظب على صلاة التراويح.

    * وينبغي على الصائم ان يكف جوارحه عما نهى الله عنه، فيغض بصره، ويكف لسانه ان الكذب، والغيبة، والنميمة، والسب، وما الى ذلك، ويكف سمعه عن سماع ما يلهي عن ذكر الله،
    وهذا ان كان محرماً في سائر الأيام إلا أنه في شهر رمضان أشد حرمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) والزور : هو كل قول او فعل يخالف الشرع فكل عمل يتنافى مع هذه العبادة الروحية ينقص من ثوابها، وربما يحبط أجره كله فما شرع الصوم إلا لتهذيب النفوس، وتقويم الأخلاق، وتطهير القلوب وتنقية الروح والجسد من طغيان المادة وشوائب الشهوات الحيوانية الجامحة.
    قال تعالى :
    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
    أي لعلكم تجعلون لأنفسكم وقاية من عذاب النار في الآخرة ومن كل ما يفسد الجسم والروح في الدنيا.

    69d2ff58ed84d9398e9248b280c12e70.jpeg
    احكام الصيام أركان الصيام السسن المحببة في الصيام شهر رمضان الأعمال المحببة في رمضان رمضان 2021